الجمعة، أبريل 06، 2012

حركة الأرض في فلسطين

إعداد رنا شحاتيت
حركة الأرض

          رغم كل المحاولات الرامية  إلى خلق  حزب عربي  في ذلك الوقت –عام 1948م – إلا أنا جميعاً باءت بالفشل  ، ونتيجة  غياب  أي تنظيم  قومي يمثل نضال  الشعب العربي  إلا أنه استطاع فريق من عرب  فلسطين سنة  1958م من إنشاء الجبهة العربية  التي سميت فيما بعد بالجبهة الشعبية الديمقراطية  بقيت الجبهة الشعبية  تعمل على تحقيق أهدافها حتى دب الخلاف  بين الجناح القومي والشيوعي منها ، عندها بدأ أصحاب الخط القومي وعلى رأسهم منصوركردوش وحبيب قهوجي بالتفكير بشكل جدي لإنشاء حركة عربية  مستقلة داخل فلسطين ، وعلى هذا الأساس دعى  كردوش وقهوجي لإجتماع حضرة كل من" محمود السروجي ، عبد الرحمن يحيى ، وتوفيق سليمان عودة ، ومسمارمن الناصرة ، زكي البحر" ، كان هذا الإجتماع الذي عقد في نيسان 1959 هو الإجتماع التأسيسي لحركة الأرض-1.
حركة الأرض  : هي حركة  سياسية  قومية عربية  تأسست في الجزء الذي أحتل من فلسطين عام 1948، وقد تم إختيار  هذا الإسم  للحركة في إشارة  للعلاقة القوية  بين الفلسطينين وأرضهم ، -2-،وقررت الحركة في الإجتماع لتأسيس صحيفة علنية  بالإسم نفسه ، كذلك بادر الجناح القومي في الجبهة الشعبية  والديمقراطية  بإعلانه أنه جزء من الشعب الفلسطيني  الذي هو  بدوره جزء من الأمة العربية  ،وأن هذا الجناح يناضل داخل البلاد من أجل المساواة بين العرب واليهود ، كذلك أصدر بيان من ضمنه طالبوا إسرائيل بالإعتراف بأن الحركة القومية العربية  هي الحركة  الحاسمة في المنطقة  ، أدركت الحركة  أن أي طرح من قبلها بإلغاء الإعتراف  الظاهري  بإسرائيل  يعني القضاء عليها  وهي في مهدها ، لذلك تلاشت هذا الخطر وقامت بطرح شعارات عامة  لا تعرضها للخطر المباشر  ، كذلك طالبت  الحركة في البيان الذي اصذرته طالبت السلطات الإسرائيلية بالحصول على ترخيص لإصدار  جردية  خاصة  بها إلا أن  السلطات ماطلت  في الرد على  هذا الطلب ،لجأت الحركة  للبحث عن  متنفس وعلى طريقة  وقوانين لمساعدتها على نشر  ماتريد ،فوجدت قانونا ص يبيح لكل مواطن أن يصدر نشرة لمدة واحدة دون ترخيص ، وبدأ أفراد الحركة بإصدار  جريدة  باسم جديد فصدر:
1-  العدد الأول بعنوان "الأرض" موقعاً باسم حبيب قهوجي ، وكان أشبه بالمجلة من حيث مواضيعه .
2-  العدد الثاني  بعنوان " الأرض  الطيبة " موقعاً باسم منصور كردوش .
3-  العدد الثالث  بعنوان " شذى الأرض"موقعاً باسم صبري جريس ، ثم أعداد أخرى  بعناوين مختلفة  مثل " ندار الأرض " و " هذه الأرض" .
بعد العدد السادس للحركة  شنت السلطة  حملتها  على الأرض  وأعتبرت عملها منافي للقانون ويعرض أمن الدولة للخطر  ، وبدأت السلطات تمارس  تجاه الأفراد في حركة الأرض  سياسة الترهيب  والترغيب  لدفعهم نحو الكف  ، وفي أواخر  عام 1960م عقد مستشار  رئيس الحكومة  الإسرائيلية  مؤتمر  صحفي في تلابيب شن فيه هجوماً عنيفاً على حركة الأرض ، وأغلقت السلطات إثر علاقة الجريدة وصاردت أعدادها  بعدا أن كان قد صدر  منها 3 أعداد ، وقدمت ستة  من محرري الجريدة للماحكمة  بتهمة التحايل  على القانون  وإصدار  جريدة دون ترخيص  ، وهؤلاء أسمائهم كما وردت في لائحة الإتهام هم " صبري جريس، حبيب قهوجي ، منصور كردوش، صالح برانسي ، محمود السروجي ، إلياس معمر" ، رغم كل ماحدث إلا أنه لم يمنع الحركة من إعادة تنظيم نفسها فعملت على إقامة  شركة الأرض المحدودة للطباعة والنشر  ، كان الهدف من إنشائها  الحصول على وسيلة  مشروعة لإصدار الجريدة الجديدة  مجدداً ، كذلك الحصول  على مصدر  مالي للحركة  ، وبعد صراع طويل  أقرت المحكمة العليا تسجيل الشركة  في أواخر  1960م ، وقد بيعت أشهم الشكرة  إلى مؤسسي حركة الأرض ومؤيديهم .
حتى ذلك التاريخ  -1960م- لم  تكن الأرض  قد إتخذت لنفسها  شكل تنظيمي  حزبي محدد ، كما أنها لم تطلق على  نفسها  من البداية  حركة الأرض  ، وإنما  سمت نفسها بأسماء مختلفة مثل " أسرة الأرض" ، ثم" حماية الأرض" ، "وشركة الأرض "، وأخيراً أصبح اسمها  "حركة الأرض" .
وبعد أن إستوفى  أصحاب  الشركة الشروط القانونية لجأوا للحصول على إصدار  لصحيفتهم إلا أن طلبهم رفض بحجة  أن المحرر المسؤول صالح برانس لا  يحمل شهادة الثانوية الإسرائيلية  ، وتبع ذلم محاولات لكنها فشلت جميعاً.
عام 1964م أكدت الحركة  مذكرة  طويلة عن أوضاع العرب  والمظالم التي يتعرضون لها وأرسلت نسخة  إلى الأمين العام للأمم المتحدة  وإلى الصحف العالمية  والشخصيات  المعروفة دولياً ، بدأت إسرائيل  بالتفكير  بشكل جدي لتصفية  حركة الأرض لاسيما وأن هذه الحركة نجحت في إقامة  خمسة  عشر  نادياً ثقافياً ورياضياًفي القرى العربية  ، بعد إعداد المذكرة حاولت حركة الأرض  تسجيل نفسها  كحزب سياسي  ووضعت لنفسها  أهدافاً تنص  على حق  الفلسطينين في تقرير مصيرهم في نطاق  الأماني العليا للأمة العربية  ، غير أن السلطات  الإسرائيلية  رفضت السماح لحركة الأرض  بالتسجيل كحزب سياسي وطالبتها بالحل ، واعتبرتها إسرائيل جمعية للمس  بكيان الدولة ، وقامت السلطات بإصدار  أوامر  بإعتقال قيادي الحركة  ، ومالبث حتى أصدر  ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائي  في ذلك الوقت قراراً بحل شركة الأرض وحركة الأرض  وإعتبارهما خارجتان  عن القانون .
بقي نشاط الحركة  مجمداً حتى سنة 1965م إذ عادت للظهور ولأخر مرة  ، ولما كان مقرراً أن تجري الإنتخابات العامة  للكنيسيت قرر أعضاء الحركة  خوض معركة الإنتخابات  وأعدوا قائمة  باسم القائمة الإشتراكية  وكانت القائمة تضم  أربعة من قيادي الحركة  ، إضافة إلى  ستة من مؤيديها ، غير أن السلطات الإسرائيلية ردت على  هذه الخطوة بنفي  القياديين إلى أربع أماكن مختلفة  من فلسطين لتفوت عنهم فرصة المشاركة في الإنتخابات  ، وفرضت في نفس الوقت الإقامة الجبرية  وأعلنت لجنة الإنتخابات  رفض ترشيح القائمة  ، وقد كان هذا الإجراء نهاية  نشاط حركة الأرض  العلني  ، وعشية  حرب 1967م قامت السلطات الإسرائيلية  بإعتقال قيادة الحركة  وبعض  أعضائها ،وفي شهر أيار  عام 1948م طردت السلطات الإسرائيلية  حبيب قهوجي من فلسطين فتوجه إلى قبرص  بعد إعتقاله مع زوجته إعتقالاً إدارياً  دام أكثر من سنة  ، كما غادر صبري جريس فلسطين متوجهاً إلى أثينا ، لكن رغم ممارسات الإحتلال القمعية ومحاولاتها  لمنع قيام  تنظيمات سياسية  للدفاع عن حقوقنا إلا أن الدافع الوطني وحقنا في هذه الأرض يدفع للتحدي وإيجاد وسائل وآليات للتعبير ورفض  سياسة الإحتلال  مهما كانت الظروف .-3-

المراجع :
1-  حركة الأرض ، الموسوعة الفلسطينية ، القسم الأول ، المجلد الأول .

2-  أسعد غانم وأخرون ، دليل إسرائيل العام ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 2010م صفحة 341.
3-  حركة الأرض ، مرجع سبق ذكره .