الأربعاء، يناير 11، 2012

النظام السياسي في البرازيل


بحث كامل عن النظام السياسي في البرازيل :_ إعداد رنا شحاتيت لمساق النظم السياسية المعاصرة  / ماجسيتر دراسات إسرائيلية 
المقدمة :
           في القسم الجنوبي من  قارة  أمريكيا الجنوبية  ، تتربع البرازيل  على  ساحل الألوان الثلاثة  الساحل المطل على  المحيط الأطلسي  ، و التي  تعد البرازيل  خامسة  دول العالم  مساحة  ، وتسيطر على نصف  القارة  تقريباً ، والتي  أصبحت  ثامن أكبر إقتصاد في العالم  ، إنها البرازيل التي سبق  لها وان  أحتلت من البرتغال  ، لكنها اليوم  تضع خطواتها للوصل إلى  مصاف القوى الصاعدة .....

هذه الورقة البحثية  البسيطة  تطرق باب البرازيل لنتعرف في البداية على ،موقعها ،وتسميتها ،وأهميتها ،وإقتصادها ،والمزيج السكاني ونظام الحكم والإدارة ، للوصول  إلى أهم ما في  البحث وهو النظام السياسي البرازيلي ،والذي يندرج تحت النظام الرئاسي  ويسود فيها الحكم الفدرالي ، كل هذه العناوين  حاولت الإجابة عنها في هذه الورقة  البسيطة  ....

واليوم تسعى البرازيل لتكون تكتلات إقليمية  ودولية  جديدة سواء  على مستوى قارة أمريكيا الاتينية ، أو بينها وبين  الهند  والصين وروسيا ، وساهمت أيضاً في مجموعة العشرين التي حاولت معالجة الأزمة المالية  العالمية  والكثير من  القضايا .....
   
   

    
    



الموقع :
         تشغل القسم  الشرقي من أمريكيا  الجنوبية  وتعبر  خامسة دول العالم  مساحة ، وتسيطر  على  نصف  القارة  تقريباً بمساحة 8.5 كم، اللغة  الرسمية هي اللغة البرتغالية  ،بلإضافة  إلى  عدد من اللغات ، وعملتها  الريال  البرازيلي .[1]
هذه  الدولة الشابة  التي تمثل إحدى  أهم محطات الإستقرار  في العالم الجديد تشغل نصف  القارة  الأمريكية  الجنوبية  ، وتطل على  المحيط الأطلسي  حيث  يمتاز الساحل البرازيلي بتسميه ساحل الألوان  الثلاثة  حيث :[2]
1 - الشواطيء  ناصعة  البياض  بفعل  العوامل الإرساب  والنحت البحري .
2 - الغطاء الشجري يرصع الواجهات البحرية  .
3- زرقة  المياه  تصنع الثلاثية اللونية  .
بالنسبة  للحدود :
1-  يحدها  من  الشمال كل من فنزويلا ، وسورينام ، وغويانا  الفرنسية  .
2- يحدها  من  الشمال  الغربي كولومبيا  .
3- يحدها من  الجنوب  الغربي بوليفيا .
4- ويحدها من الجنوب الأرجنتين ، وباراغواي ، وأورغواي .
تمتاز البرازيل بتنوع  طبوغرافي  يشمل  التلال ، والجبال  ، والسهول ، والمرتفعات الجبلية  ، ويبلغ أعلى قممها الجبلية  (قمة  بيكو  دانيبلينا).
وتقسم  البرازيل  من الناحية  الطبوغرافية  :
1- السهل الساحلي  المطل على المحيط  الأطلسي .
2- الهضبة  البرازيلية  .
3- حوض  نهر الأمازون  يجري في حوضه خمس  المياه  العذبة  في العالم  ، ويعتبر  ثاني أطول أنها العالم  بعد النيل  ، عل ى ضفاف هذا  الحوض  تمتد غابات  الأمازون  وتضم  30% من إجمالي مساحات  الغابات  في العالم  .
4- حوض  بارانا _باراغواي  ،وهي منطقة  من الأراضي الرطبة الواسعة  في جنوب البلاد  (وتمتد لتصل  أيضا  إلى  داخل باراغواي  والأرجنتين ).
إذا قطعت البرازيل  من شمالها  إلى جنوبها  ستكتشف  أنماط مناخية  بالغة  في التنوع بين إستوائية  ومدراية  وشبه جافة  وجبلية  معتدلة ، فيمر  فيها  خط الإستواء ومدار  الجدي  ، مما يجعلها  دولة مدارية  بامتياز  .
وكما هو متوقع ترك التباين  التنوع المناخي أثاره المباشرة  على تباين  وتنوع أخر في البيئة  النباتية  والمجتمعات الحيوانية  ، إذ تبدأ الغابات الإستوائية  المطيرة  في الشمال  ، والصحراوية  شبه الجافة  في الشمال الشرقي  ، وتصل  الغابات  الصنوبرية  المعتدلة  في الجنوب  ، حيث  ينتشر  الصقيع طوال أيام الشتاء  وبين هذه النطاقات تندس في وسط  البرازيل سهول السفانا المدراية  .[3]
التسمية :
        أياً كان أصل التسمية  تمثل البرازيل  دولة شابه  بمعايير التاريخ العتيق لحياة  الأمم والشعوب  ، صحيح أن تعمير  هذه الأرض بدأت منذ أكثر من مليون سنة  (مثلها  مثل بقية  قارات العالم  )وحق أرضها  حضارات  تعود إلى فترات العصر الحجري  إلا  أن ظهور البرازيل كوحدة  سياسية  بدأ مع الإستعمار  البرتغالي للعالم  الجديد وبالتحديد منذ وصول  بيدرو  الفارس  كابرال  في عام  1500م  ضمن حملات ماعرف ( باستكشاف  العالم القديم ).
يختلف  الباحثون في أصل  تسمية  البرازيل وعدد من  المصادر  يرجع الإسم إلى أصل برتغالي إسباني لكلمة  (براسيل ) وهو نوع من الأشجار ذات الجذوع الحمراء والبنية  التي وجدها  المستكشفون على شواطيء  العالم الجديد مشابهة  لأشجار المنطقة  المدارية  في جزر  غرب  أفريقيا  التي كانت  تستخدم لإستخراج الأصباغ الحمراء البرتغالية  .[4]
أخرون يرجعون الإسم إلى  جزر إسطورية  في المحيط لأطلسي  كانت تقع في مكان ما  غرب الساحل الإيرلندي وعرفت بإسم برازيليا  التي تعني  أرض  العظمة والقوة والإعجاب .
ومنهم من يقول أن إسم البرازيل  اشتق من رحلة برتغالية  هامة ، إشترك فيها  أمريكو فيسبوتشي ، ذلك لإن السفن حملت في عودتها  خلال حملة الكشوفات  الجغرافية  في عودتها  شحنة من خشب  الصباغ أحمر  اللون مثل (البراناس ) أي الضخم المتوهج وكان لونه براق  وقد بيع هذا  الخشب  بثمن  مرتفع  فكان  هذا  كنز وجده  البرتغاليون  في ممتلكاتهم  الجديدة  وهكذا  صار المكان  الذي جاء منه  هذا الخشب  يعرف  بإسم (براسيل  ) أو (البرازيل  ).[5]






تاريخ إكتشاف  البرازيل  :
        ظهور  البرازيل  بدأ مع الإستعمار  البرتغالي للعالم  الجديد  وبالتحديد منذ وصول بيدرو  الفارس         ضمن  حملات مايعرف باسم استكشاف  العالم  الجديد .
حيث يرجع إكتشافها  إلى عام 1500م عندما  إكتشفها  البحار البرتغالي  عما سبق  ذكره بيدرو  الفارس  كابرال حيث  تدفق البرتغاليون  وأبادوا السكان الأصليين ثم أخذو  في جلب الرقيق  من أفريقيا ثم إلغي الرق وفي نفس العام  عام 1988 أعلنت البرازيل  جمهورية  .
حيث يعتبر البرزايلون أكبر  دول أمريكيا الجنوبية  ، كانت البرازيل مستعمرة برتغالية من العام 1500م إلى العام 1822م حينما حصلت على استقلالها، وعندها تحولت إلى إمبراطورية،  وفي العام 1889م تم إسقاط الحكم الإمبراطوري وتحولت البلاد إلى جمهورية فدرالية.
ولغير العارفين  تبدو البرازيل  مجتمعات متفرقة  تعيش جنباً إلى جنب ، بعضها معاصر  يتحدث لغة المستقبل  ، وبعضها وكأنه تجمد منذ  خمسة قرون أو يزيد ، تبدو البرازيل  من هذه  الزاوية  (أرضاً للمتناقضات ) حيث تتماس معالم  الثروة  والعوز في آن واحد ، فتنصب ناطحات السحاب إلى جانب عشش الفقراء ومدن الصفيح ، يدعونا العارفون  إلى رؤية المشهد من زاوية  أخرى  ، فعالم  الأنثربولوجيا البرازيلي " روبير دا ماتا" يذهب إلى  القول بأن البرازيل " تمسك بكل ما أوتيت  من قوة بتلابيب ماضيها ، لكنها  تفعل  ذلك وهي مندفعة بشغف نحو المستقبل".[6]
على هذا النحو تبدو البرازيل التي شهدت الصراع الدامي بين الأوروبيين والأفارقة  والسكان الأصليين ، وكانت مسرحاً للكراهية والعنف  والإستعباد الوحشي هي ذاتها  التي تجمع هؤلاء جميعاً وهم يحتكمون إلى صناديق  الإقتراع لتحديد مستقبلهم ، حتى وإن أفضى ذلك إلى توليفة  من الجكم المركزي والتمايز الإقليمي .
عرفت البرازيل خمسة دساتير كان آخرها دستور 1988 الذي نص على أن البرازيل جمهورية فدرالية تتألف من 26 ولاية وإقليم واحد ، وحصلت بموجبه السلطة التشريعية المتمثلة بالمجلس الوطني على سلطات تضاهي سلطات الرئيس، كما قام هذا الدستور بسحب بعض السلطات المهمة من المجلس الوطني وعهد بها إلى الولايات والمجالس البلدية التي تمتلك الآن قدرا كبيرا من الاستقلالية في عملها.[7]
                أهميتها :
          تعد البرازيل  أكبر بلد في أمريكيا الجنوبية  وتحتل  منطقة تكاد تعادل نصف مساحة تلك القارة  الواسعة ولذلك صارت لها  حدود مع جميع بلدان القارة ما عدا تشيلي  والإكوادور  .
تبلغ مساحة البرازيل  ثمانية ملايين ونصف المليون من الكيلو مترات المربعة  ، فهي  بهذا  تعد خامس  بلد في العالم  من حيث المساحة بعد روسيا  وكندا ، والصين ، والولايات المتحدة ، وتعادل مساحة البرازيل مساحة الأقطار  الأوروبية  كلها  متجتمعة  إذا استشنينا  لأنهاء الأقسام الأوروبية  من روسيا .
كما ويبلغ طول ساحل البرازيل  على المحيط الأطلسي 7408كم .
ويقال أنها رئة  الكرة الأرضية  (إذا  أنها تنتج ربع الأكسجين في العالم ويجري فيها أضخم أنهار العالم ، نهر الأمازون ويروي  نهر الأمازون مع روافده التي هي أنهار  صغيرة  وكبيرة  مساحة  من الغابات تعادل ثلث  مساحة  الغابات في العالم  كله .
لذلك فالرحلة  إلى جزء من البرازيل  أو مدينة  من  مدنه الكبيرة  لاتعد زيادة  للبرازيل  كلها  ؟
ومن المعروف  وما ارتبط  في أذهان  البلدان العربية  أن  مناطق الشمال  تتقدم على  مناطق الجنوب  ولم يقرأ  ماكتب  عن أهل الجنوب الذبن  يقابلونهم  في الموقع كالقارة  الإفريقة ولذلك يعجب  إذا زار  البرازيل  ، ورأى  الأمر خلاف ذلك حيث يرى العلم والإزدهار في الجنوب  أكثر منه في الشمال حيث تسمح إلى  أهل البرازيل وهم يتكلمون عن الشمال المتاخر  والجنوب  المتقدم  من بلادهم  ، وإن كانت  المراكز  العلمية  والصناعية  في وسط البلاد الجنوبي أكثر منها في  أقصى الجنوب .[8]
المُناخ :
          و حتى من ناحية الموقع الجغرافي والمناخ الذي يحس به  الزائر الأجنبي  ،فإنه يلمس و يحس في الشمال الحر و الرطوبة و الثقل في الجو ويرى ذلك واضحاً على وجوه الناس سمرة شديدة ومظهر هزيلاً أو عليلاً في الأجسام،  و على عكس ذلك يرى في الجنوب اناساً ذوي ألوان صافية و أجسام معتدلة ذلك بأن مناخ الجنوب البرازيلي مماثل لمناخ البحر المتوسط بما يدل ذلك عليه من توسط  درجات البرودة و الحرارة والإعتدال في الربيع و الخريف، وما يعنيه ذلك من كثر الفاكهة و تنوعها بل جودتها، بالنسبة إلى المناخات المتطرفة الباردة و الحارة.
وإن مناخ الشمال البرازيلي هو المناخ الاستوائي الرطب الثقيل الذي يحتاج رغم كثرة الأمطار و وفرة الأنهار إلى أن يستورد بعض أنواع الخضار بالطائرات من الجنوب أو من الوسط، وما يعنيه ذلك الجو الثقيل من خمول او كسل بالنسبة إلى الزائر الغريب الذي لم يتعود عليه.
فحتى الصناعة تجد الجنوب البرازيلي متقدماً على الشمال فيها حتى كأنها ينتمي كل واحد فهما إلى عالم آخر وليس دولة برازيلية واحدة .
وهذا الإختلاف في هذا الأمر هو جزء من هذا التنوع العظيم بين أرجاء دولة البرازيل الواسعة التي تكاد تبلغ مساحتها مساحة الصين ذات الملايين التي تزيد على الألف من السكان بثلاثة او اربعين .
أما البرازيل فإنك لا تكاد تحس بالتماثل بين ولاياتها و مناطقها المتباعدة، إلا في التحدث باللغة البرتغالية التي يسميها البرازيليون بالبرازيلية، ولا يقولون لها اللغة البرتغالية إلا في مجال التعريف.
وفي شيء آخر مهم وهو ذلك التآلف و التآخي بين المواطنيين و الشعور الإنساني الذي يحكم مظاهر الناس رغم تعدد ألوانهم وأعراقهم.
الموارد الإقتصادية :
       رغم أهمية موقع البرازيل وعظم مساحتها و ضخامة الحجم السكاني إلا أنها تمتاز بموارد و إمكانيات عالية في مقدمتها الموارد الخام و الزراعية الرعوية و المعدنية فضلاً عن الإستفادة من تنوعها البيئي .
وتحتل البرازيل المرتبة السادسة عالمياً في حجم القوى الكاملة ، وتتوزع على قطاع الزراعة و الخدمات و الصناعة.[9]
نظراً للإمكانيات المساحية الكبرى تحتل البرازيل مراتب متقدمة عالمياً في إنتاج البن، و فول الصويا، و القمح،  و الأرز، و الذرة، وقصب السكر، و الكاكاو، و الموالح ،وعصير البرتقال،  وغير ذلك من و المنتجات الزراعية و الحيوانية .
وتحتل البرازيل المرتبة السابعة عالمياً في إنتاج محاصيل الحبوب،  إذ تنتج سنوياً ما مقدارة 65 مليون طن ، وفي محصول نقل الذرة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً ،و المرتبة الثامنة في إنتاج الأرز وهي الأولى عالميأ في انتاج بعض محاصيل الخضروات .[10]
أما المنتجات الصناعية فأهمها النسيج و الأحذية و الكماويات و الإسمنت و الحديد والصلب و القصدير و السيارات والالآت و المعادن.[11]





المزيج السكاني :
         يقترب عدد سكان البرازيل من  200مليون نسمة  وهي و بهذا أكبر دول  أمريكا الجنوبية سكاناً و خامس دول العالم ، و نظراً للمساحة الشاسعة للبلاد فإن كثافتها السكانية منخفضة .
لكن من المتوقع أن تشهد البرازيل في ربع القرن المقبل،  تراجعاً في النمو السكاني نتيجة الوصول الطبيعي إلى مرحلة الاستقرار السكاني خاصة  بعد التقدم  الطبي الذي رفع أمد الحياة  إلى 72 سنة ، ويتألف سكان البرازيل  من :
1- 45% من البيض (ذوي أصول  برتغالية  ، وإيطالية ، وهولندية ، وألمانية ، وإسبانية ، وبولندية ).
2- 39% من ذوي البشرة  البنية  ، والذين ينقسمون بدورهم إلى شقين  (الملاتو ، الكابوركلوز ، والكافوركوز
3- 6% من  السود (أحفاد الأفارقة  الذين جلبوا قسراً ).
4-  نحو 1% للمهاجرين من أصول أسيوية وعربية .
يعيش أغلب سكان البرازيل  في المدن والتجمعات  الحضرية  وهو ما يجعلها  واحدة من أعلى دول العالم  في السكن الحضري ، وتتصدر  أربع مدن قائمة  أكبر التجمعات الحضرية في البلاد  (ساوباولو – ريودي جانيرو  - وبيلوهوريزونتي  ) وجميعها يقع في الجنوب الشرقي .
وتمثل المسيحية على المذهب  الكاثوليكي العقيدة  الأساسية  في البلاد  ، ممايجعل  البرازيل  أكبر دولة كاثوليكية  في العالم  .
كذلك  ثلاثة أرباع السكان يعتقدون ذلك المذهب في مقابل 15% لأتباع المذهب البروتستانتي ، و 1.5% يتبعون ديانات روحانية محلية  ، 1% يعتنقون ديانات وثنية ، ونحو 1 %يعتنقون ديانات وثنية ، ونحو 1% يعتنقون الإسلام ،تشكل البرتغالية  اللغة الرسمية  للبلاد مع السماح بإستخدام اللغات المختلفة للسكان الأصليين في بعض  البلديات .
ولأن البرازيل هي الدولة الوحيدة  الناطقة بالبرتغالية  في أمريكيا الجنوبية الناطقة  بالإسبانية  ، فإن ذلك قد جعل لهذه الدولة خصوصية حضارية  وتمييزاً في الهوية الثقافية  .
جمهورية  البرازيل  الإتحادية  :
تسمى  جمهورية البرازيل  الإتحادية  لنأتي لتحليل العنوان  :
بالنسبة للحكم  الجمهوري  في البرازيل  حيث  يتولى  رئيس الدولة  منصب رئاسة الدولة  ، في ظل هذا النظام  الجمهوري  وطرق  إنتخاب  الرئيس  تتعدد  بتعدد دساتير  الدول  ، من هذه الدساتير من  جعل  الإنتخاب  بواسطة  الشعب  ، ومنهم  من جعل  الإنتخاب  بواسطة  البرلمان  ، ومنهم  من  جعله  مشترك بين  الشعب  والبرلمان  .
هنا في النظام  البرازيلي  يتم  إنتخاب  رئيس الجمهورية  بواسطة  الشعب  سواء تم  الإنتخاب  بشكل  مباشر  او بشكل  غير مباشر  ، ومن  الدول التي  اخذت بطريقة  الإنتخاب المباشر  ، ألمانيا  ، والبرتغال  ،  وبعض الدول العربية  ، ومعظم دول أمريكيا  اللاتينية  ومن ضمنها  البرازيل  .
ولنأتي إلى  مصطلح (الإتحادية ) أي  الإتحاد الكونفدرالي  :
ينشأ  الإتحاد  الإستقلالي التعاهدي من إتفاق  دولتين  أو أكثر  في  معاهدة  دولية  على  تكوين  هذا الإتحاد  أو  الإنضمام  إليه  مع  إحتفاظ كل دولة  بإستقلالها  الخارجي  وسياديتها الداخلية  بكل  ما  تتضمنه  من  تطبيق  لدساتيرها  الخاصة  وقوانينها  وأنظمتها الدخلية  ،  فصك  الإتحاد  أو المعاهدة  والإتفاقية  هي أساس نشأة  الإتحاد  الإستقلالي  وهي  التي  تبين  الأهداف  المشتركة  التي  تلتزم  بها كل  دولة  من دول  الإتحاد  كضمان  إستقلال  كل  دولة  والدفاع  عن  أمنها الخارجي  والعمل  على  تحقيق  مصالح  إقتصادية  متبادلة  ، كل ذلك يقوم  به  ويشرف  عليه  هيئة مشتركة  تسمى  جميعة  diete أو  مؤتمر  كونغرس  أو  مجلس ، تتكون من  مندوبين  عن  دول  الإتحاد  لا تختص  إلا  بالمسائل  التي  نظمها  صك  الإتحاد .[12]
هذا  وتتكون  الهيئة  سواء  كانت  جمعية  أو  مؤتمر اً أو  مجلساً على  أساس المساواة  التامة  بين  الدول  الأعضاء بغض  النظر عن قوتها  أو مساهمتها  أو  عدد  سكانها  .
ولا تعتبر  الهيئة  التي  تمثل  هذه الدول  في الإتحاد  دولة  فوق  الدول  الأعضاء ، وإنما  مجرد  مؤتمر  سياسي  أو  هيئة استشارية  تتحدد  وظيفتها  في رسم  سياسة  مشتركة  للدول  الأعضاء ، وذلك  بقرارات  تصدرها  بإجماع الأعضاء في  أغلب  الأحوال  .
وهكذا فكل  دولة  تبقى  متمتعة  بسيادتها  الداخلية  كاملة  ومحتفظة بشخصيتها  الدولية  ، الأمر  الذي  يخولها  حق  التمثيل  السياسي  مع الغير سواء  الداخل  في الإتحاد  أم خارجه  ، وعقد  المعاهدات  بشرط ألما تتعارض  مع المصالح  والأهداف  المشتركة  مع للإتحاد .
إن  الحروب  التي  تقيمها  إحدى  دول  الإتحاد  ضدد  دولة  أجنبية  لا تلزم  الإتحاد  أو  أي  دولة  أخرى  إلا  في  نظاق  ما  تم  الإتفاق  عليه ،  أما الحروب  التي  قد  تنشب  بين  احد الدول  الأعضاء  وبين  دولة  أخرى  أو  أكثر  من  دول  الأتحاد  فلا  تعد  حرباً اهلية  ، بل  حرب  دولية  . [13]
أما  رعايا  كل  دولة  من  دول  الإتحاد  فيظلون محتفظين بجنسيتهم  الخاصة  لأن  ، العلاقة  بين  دول  مجرد  إرتباط  تعاهدي  تم بين  حكومات  دون  قصد  ضم  شعوبها  لدولة  ذات  سيادة  واحدة  ويقرر  الفقهاء  عادة  أن  الإتحاد  الإستقلالي – الكونفدرالي  - إتحاد  ضعيف  وله صفة  مؤقتة  لأنه  يجب  أن  يتحول  في النهاية  إلى  إتحاد مركزي  فيدرالي  ، أما  إذا فشل  في  ذلك  فتتفكك  الرابطة  الإتحادية  وتنفصل  دول  الأعضاء ، فحق  الإنفصال  - حسبما  استقر  عليه  الفقه  - ممنوح للدول  الأعضاء تقرره  حسب  ما تراه  مناسباً ومتمشيا  مع  مصالحها  الوطنية  .
هذا  وقد ذهب  فقه القانون  الدولي  العام  إلى  القول  بجواز  إعتبار  الأتحاد  الأستقلالي  الكونفدرالي  شخصاً من  أشخاص  القانون  الدولي  العام  مستقلاً عن  أشخاص  الدول  الأعضاء  وذلك  إذا ما صدر  إعتراف  دولي  بإختصاصه  وبحقه  في  تكوين  إراداته  الذاتية  .


نظام الحكم والإدارة  :
        لقد أثارت مسألة الآخذ بالنظام الفيدرالى والدور المرسوم للرئيس فى هذا الاتحاد ، خلافا فقهياً طويلاً بين مؤيد ومعارض، فقد نجح هذا النظام فى بعض الدول نجاحاً منقطع النظير ، وكان سبباً لقوتها وربما تسيدها على العالم ، كما فى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتى السابق ، والبرازيل . 
ومع نجاح هذا النظام فى بعض الدول فشل فى دول أخرى ، وكان سبباً فى مأساة ومعانات شعوب هذه الدول ، كما فى يوغسلافيا السابقة ، وعلى حد سواء مع الاتحادات الأخرى ، وقفت وراء تبنى النظام الفيدرالى عدة أسباب ، فهذا الاتحاد وسيلة لتقوية الروابط التى توجدها الاتحادات الأخرى ، فمن خلال هذا الاتحاد يتم دمج شعوب الدويلات الداخلة فى الاتحاد ، متجاوزاً عقبات الاختلاف والتباين اللغوى والدينى والعرقى .
وقد يكون الاتحاد الفيدرالى وسيلة لإدارة الدولة ذات الرقعه الجغرافية الواسعة  فقد لا تتمكن السلطة المركزية فى الدولة الموحدة من إدارة شؤونها على أكمل وجه فتتخذ من الإدارة المزدوجة وسيلة لضمان وحدة الدولة من ناحية وهيمنة السلطة المركزية من ناحية أخرى ، من خلال إيجاد سلطة تدير الشؤون المحلية تحت هيمنتها وإشرافها البرازيل  خير  مثال ...... [14]
    البرازيل جمهورية  فيدرالية  يحكمها  رئيس يشغل  في ذات الوقت منصب رئيس الحكومة  و يساعده نائب  ، ويجري إنتخاب الرئيس ونائبه في ورقة إقتراع واحدة  عبر إنتخاب شعبي لفترة  مدتها  أربع سنوات  (ويجوز  إعادة  إنتخاب الرئيس مرة  ثانية  وأخيرة  ).
بالنسبة  للصلاحيات التي   يقوم بها الرئيس  :
1-  تعيين الوزراء .
2- توجيه السياسة الخارجية  وإقتراح القوانين .
3- يشغل الرئيس  منصب  القائد العام  للقوات المسلحة  .
ويوجد مجلس إستشاري  للرئيس مكون من :
نائب الرئيس
وزير العدل
رئيس مجلس النواب
رئيس مجلس الشيوخ
رؤساء الأغلبية والأقلية في كلا المجلسين
عضوين منتخبين من مجلس الشيوخ
عضوين منتخبين من مجلس النواب
عضوين معينين من قبل الرئيس
وتتألف الهيئة  التشريعية ( الكونغرس ) من  مجلسين  : واحد للشيوخ ويضم (81) مقعداً ، تمثل  27 وحدة إدارية  بواقع  3 أعضاء عن  كل ولاية  ، والمنطقة  الفدرالية  للعاصمة  ، ويتم  إنتخابهم  لفترة  مدتها  ثمانية سنوات  عبر  آلية  إقتراع  شعبي كل أربع سنوات  ، لتجديد أعضاء المجلس  بدءاً بلإقتراع  على  ثلث الأعضاء ، وبعد  أربع سنوات  أخرى  على  الثلثين الباقيين  ،  أما المجلس الأخر  ، فهو  مجلس النواب اللذين يعين أعضاؤهما بالانتخاب المباشر من الشعب وفي وقت واحد ( ويضم  513 عضواً ) ، ويتم  إنتخاب أعضاؤه لفترة  أربع سنوات  .
تتكون السلطة التشريعية (الكونغرس) في البرازيل من :
1ـ  مجلس الشيوخ
يجب أن يكون مرشحو مجلس الشيوخ من مواليد البرازيل وأكملوا الخامسة والثلاثين من العمر، وتمتد فترة خدمة السيناتور لثماني سنوات، يبلغ عدد مقاعد مجلس الشيوخ 81 مقعدا بمعدل 3 مقاعد لكل ولاية أو إقليم.
2ـ مجلس النواب
يتكون من 513 عضوا، ويشترط في الترشح لهذا المجلس أن يتجاوز المرشح سن الحادية والعشرين، وتحسب حصة الولاية أو الإقليم من الأعضاء تبعا لعدد السكان فيها.[15]
تقوم السلطة التشريعية بالإشراف على كافة أمور البلاد بما فيها الشؤون المالية والمعاهدات الدولية والتخطيط وشؤون الجيش.
أما على  المستوى القضائي ، فإن  أرفع هيئة  قضائية  هي المحكمة  الفيدرالية  العليا  ، والتي  تتألف من  11 قاضياً برتبة  وزير يعينهم  رئيس البلاد مدى  الحياة  (بشرط مصادقة  مجلس الشيوخ )،  فضلاً عن محكمة  العدل  العليا  ، والمحاكم الفيدرالية  الإقليمية  ( يعين  فيها  القضاة  أيضاً لمدى  الحياة  ) هذه المحاكم تتألف من سبعة قضاة على الأقل، وتوجد محاكم خاصة لشؤون العمالة والجيش والانتخابات.
وتشترك  البرازيل  في أغلب المنظمات  الدولية  والمحافل  والمنتديات العالمية  ،  بل  وتمثل  عضواً بارزاً وقيادياً في تجمعات العالم  الثالث ،  ومجموعة العشرين  ، والقوى المعارضة لهيمنة   الشمال على  الجنوب  في منظمة  التجارة العالمية  ، وتسعى  بجدية  للحصول  على  مقعد  دائم  في  مجلس الأمن  .
تتألف جمهورية  البرازيل  من إتحاد فيدرالي  قوامه26 ولاية  ومنطقة  فدرالية  واحدة  تضم  العاصمة  برازيليا  .
وتنقسم  كل ولاية  إلى  عدد من  البلديات يبلغ  مجموعهما  5564 بلدية  ، وبمعدل حسابي يمكن القول : إن كل ولاية  تنقسم  إلى  214 بلدية  ، وإذا  نسبنا  عدد  سكان  البلاد  إلى  البلديات  فإن  متوسط  عدد  السكان  في كل بلدية  يبلغ  نحو  36 ألف نسمة  ، تتمع كل ولاية بصلاحيات  من الحكم  الذاتي  تمكنها  من جمع الضرائب ، وفي نفس الوقت  تتلقى  حصة  من المساعدات  المالية  من عائدات الضرائب  الموجهة من  قبل الحكومية  الفيدرالية  المركزية  ، ولكل ولاية  حاكم  ومجلس  تشريعي  يتم  إنتخاب  أعضاءه  بشكل مباشر  من قبل الناخبين  ، وللولايات أيضا  محاكم  قضائية  مستقلة  ، غير أن  هذه المحاكم  ليس لديها صلاحيات  سن  التشريعات  والقوانين  التي تأتيها  رأساً من  الحكومة  الفيدرالية  .
أما البلديات  فمثلها  مثل  الولايات تتمع  بصلاحيات إدارية  ذاتية  الحكم  ، وتقوم  بنفسها  بجمع الضرائب  وتتلقى  حصة  من المساعدات  المالية  وأموال  الضرائب من  المستوى  الإداري الأعلى  ( الولاية  ثم  المجلس  الفيدرالي  ) ، ولكل بلدية  عمدة  ومجلس تشريعي  منتخب   لكن ليس لها  محاكم قضائية  وإنما تتوجه  قضائياً وقانونياً نحو  محاكم الولايات .
تتجمع الولايات  ( وما تضمه  من  ولايات  )  في خمس أقاليم  : الشمالية  ، والشمالية  الشرقية  ،  والوسط  - الغرب ، والجنوبية  الشرقية  ، والجنوبية  ، غير أن  هذه الأقاليم الخمسة  ليس  لها أي  صفة  إدارية  أو  قانونية  أو سياسية  بل  هي فقط  ذات  صفة  جغرافية  وخرائط  لإجراء المهام  التعدادية  ، والإحصائية والمقارنة بين الأقاليم  من  حيث مستويات التنيمة  والبرامج  والخطط  المستقبلية  .
ويتألف  علم البرازيل  من خلفية  خضراء  ( يرى البعض  انها ترمز  للمقاومات الزراعية  والبيئية  البكر للبرازيل  ) ، ويتوسطها  معين  أصفر  اللون يجسد ماسة  (يرى البعض  أنها  دلالة  على  الثروات المعدنية  التي  تضمها أرض البرازيل  ) ،  ويتوسط  الماسة  كرة  سماوية  زرقاء  تضم  27 نجماً ( تمثل الولايات البرازيلية  والمنطقة  الفيدرالية  للعاصمة  )  ،  وصمتت  هذه النجوم بنفس الطريقة  التي  تظهر  بها  المجموعات  النجمية فوق  سماء البرازيل  ، ويتوسط هذه الكرة الزرقاء وشاح أبيض يحمل شعار  الدولة  القائل ، أو" دولة  القانون والرخاء  " .[16]


   
النظام السياسي :
         مثلما  قلنا  أن البرازيل  بناء فيدرالي  مؤلف  من  27 وحدة إدارية  قوامها  26 ولاية  ، تتمتع بحكم  شبه  ذاتي إضافة  إلى منطقة  فيردالية  واحدة لكل  ولاية  وؤسساتها  الخاصة  بها  ، التشريعية  والتنفيذية  والقضائية  سيراً على  نهج مؤسسات  الحكومة الفيدرالية  .
وتتباين الولايات  ثراءً وفقراً ، فولاية  مثل ساوباولو  ، أكثر ولايات البرازيل  ثراء  ، تسهم  بثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد .
رورايما  ، أكثر الولايات فقراً في المجمل فإن  8 ولايات  يتركز فيها 80% من ثروة البلاد ،ويقع معظم هذه الولايات في الأقاليم  الجنوبية  ، والجنوبية  الشرقية  ، ولهذه الولايات  الغنية  وزن وثقل وتأثيرات  السياسات  الفيدرالية  مقارنة  ببقية  الولايات  مما  يؤدي إلى  مشكلة  عدم  المساواة  بين الولايات  وهذه إحدى  معضلات  النظام لسياسي  في البرازيل.
  يحدد  القانون  الإنتخابي  في البرازيل  عدد  الأعضاء الممثلين  لكل  ولاية  في الهيئة التشريعية  الفيدرالية  وفقاً لشروط  تمزج بين  معايير التمثيل النسبي  ومعايير  النظام  الفيدرالي  ، 7ولايات  في البرازيل  يمثل  كل منها  8 نواب فقط الحد الأدنى  للتمثيل  على  مستوى الولايات  .
في حين  يمثل  ساوباولو 70 نائباً (كحد أدنى  أيضاً ) وهناك  يتضح  الفرق  في إختلاف  التمثيل  النسبي  وفقاً لعدد  السكان  والوزن الإقصادي  للولاية  .
ينقسم  الرأي العام البرازيلي  تجاه  مشكلة  إختلاف  التمثيل النسبي  ، منهم  من  يعده  نظام  غير عادل ، ومنهم  من يقول  أنه  نظاماً منطقياً ، ويقولون  أنه  من  البديهي  إعطاء  حق لبعض الولايات  دون الأخرى  بناء على متغير الوزن السكاني  .
حيث أعتمد  الوزن  السكاني  في التمثيل  النسبي للولايات فيدرالياً فإن  الأمر  غير عادل  حيث تميل الكفة  لصالح الولايات  الأقل عدداً .
النائب الواحد من  ولاية   ساوباولو  يمثل  حوالي  (570000 مواطن )
بينما يمثل  النائب  في  ولاية  رورايما  حوالي (50000مواطن )
رغم  صعوبة إجراء  إصلاحات  في  بنية  النظام السياسي  البرازيلي  فإن  هذا  لا يعني  أنه  لم يحدث  منذ التحول  إلى  النظام  الديمقراطي  ، خلال  العقدين  الماضيين  شهدت البرازيل  نوعاً من  إعادة  توزيع  الثروة  جغرافياً ، وهذا من  شأنه  أن يعاد  رسم خريطة  مراكز النفوذ والتأثير السياسي  بين الولايات  .
حيث  بعد تشجيع  القطاع  الخاص والعام  للإستشمار في  الولايات  الفقرة  ، زادت  درجة  التأثير  والفاعلية  لهذه  الولايات  في  الحكومة الفيدرالية  ، وهو ما كانت  تحتكره  الولايات  الأكثر  ثراء وبالتالي  فقد  تحللت أحدى  معضلات النظام الساسي البرازيلي  .
القضاء :
تتألف المنظومة  الفضائية  البرازيلية  من  عدة  محاكم  وهيئات   ، فيوجد في البلاد محكمة عليا  ، ومحكمة عدل عليا  ، ومحكمة  عسكرية  عليا  ، وهيئة  قضائية عليا  .
رغم  تمتع المؤسسات القضائية  بالنزاهة  إلا أنه  في الوقت نفسه  تفتقر  إلى  الفعالية  ، فقد  تستغرق  القضايا  سنوات  ، وأحياناً عقود بأكملها  قبل أن  يتم  البت  فيها  ، لهذا  فإن  المؤسسة القضائية  البرازيلية  بحاجة إلى  تطوير  وإصلاح  مهني  وتشريعي  وإداري  يناسب  ومكانة  البرازيل .
حيث يتم  إختيار القضاة  بعد إجتيازهم  إختبارات  صعبة  ويحاول  النظام السياسي  أن يكفل  للقاضي  من  إنضمامات  مايجعله  مطمئناً ، وهو على  كرسي  العدالة  ومن الأليات  المتبعة  في  ذلك  الرواتب  المرتفعة  التي يتقاضاها  القضاة  وعدم  إمكانية  فصلهم  عن  الخدمة  إلا بعد ثبوت  مخالفتهم  لشرف المهنة  .
الدستور والبرلمان :
          يعاني  الدستور  البرازيلي  من  الإضطرابات وكثرة  البنود  التي يعارض بعضها بعض  ، ذلك لإن الذي  كتب  هذا الدستور  هم  رجال  السياسة  وليس فقهاء القانون  الدستوري ، لإن  رجال   السياسة  كما هو معلوم  تحكمهم  إنتماءاتهم الحزبية  .
حيث تم  تعديل  خلال العقدين  الماضيين  تعديلات  دستورية  كثيرة  إذا  بلغ  مجموعها 61 تعديلاً.
ويطالب البرازيليون بتعديلات  دستورية  خاصة  في  البنود  المتعلقة  بـ:
1- تنظيم  تمويل  الحملات  الإنتخابية  .
2- الحصانة البرلمانية .
ويعطي الدستور  صلاحيات  تشريعية   إضافية تسمح  للرئيس  بسن  تشريعات  جديدة فورية  دون  الإنتظار  للحصول  على تصديق  البرلمان   .
وتتألف  الهيئة التشريعية  البرازيلية  (الكونغرس) من مجلسين  :
1- مجلس  الشيوخ ويتألف من  81 عضو  (ثلاثة  أعضاء عن كل ولاية  ).
2- مجلس النواب  يتألف من  513 عضو  .
تقوم  فكرة التقسيم على  أن  مجلس الشيوخ  يمثل  مصالح  الولايات  في الوقت  الذي يمثل  فيه مجلس النواب  عموم  الشعب  .
ولا  تتمكن  الهيئة التشريعية  بمجلسيها  : الشيوخ والنواب  من التصديق  على  القوانين دون ان  تمر  هذه القوانين  بعملية  طويلة  معقدة  من المساومات والتحالفات  بين  الكتل  السياسية  داخل  المجلسين  ، الأمر  الذي  يجعل  العملية  التصويتية  على  أي قانون مسألة  في غاية الصعوبة  ولا يمكن  لأحد  ان  يتنبأ  بها  ، وبالتالي  تصبح السياسات  العامة  للدولة  رهينة  المصالح الضيقة  وقصيرة  الأجل لهذه الأحزاب ، ويزداد الطيف  بلة  إذا  علمنا  أن الحياة الحزبية  البرازيلية  تعاني من مشكلة  " تغيير  الولاءات الحزبية " ، إذا يمكن  لمرشح فاز على  قائمة حزبية معينة  أن يغير إنتماءه الحزبي فور  جلوسه  على  كرسي  النيابة  داخل  البرلمان  ، الأمر  الذي  جعل  التصويت  ( سلعة  ) ، والأنتماء  الحزبي  (حرفة  ) يتكسب  بعض النواب  من  وراءها  .


الأحزاب :
وتتميز  الحياة  الحزبية  البرازيلية  بالنضج والحيوية  ويتصدر  المشهد  حزب الحركة  الديمقراطية  ، وحزب  العمال  ،  والحزب الجمهوري  ، والحزب الشعبي الديمقراطي ، والحزب الإشتراكي  ، والحزب الشيوعي ، وحزب الشعب المسيحي وغيرها من الأحزاب ذات  البرامج الليبرالية  والديمقراطية  واليسارية  والمحافظة  ، فضلاً عن جماعات  معارضة  وإتحادات  عمالية  وجماعات  ضغط دينية  .
تبين التجربة البرازيلية أهمية الأحزاب السياسية وبالأخص الحركة الديمقراطية البرازيلية، حيث أصبحت هذه الحركة بمفردها تشكل المعارضة الأساسية داخل الدولة، وتصرفت هذه الحركة بذكاء حيث أنها احتفظت بثقة المؤسسة العسكرية مع علمها في اتجاه دمقرطة الدولة، وتدريجيا مع تغيير ظرفية الدولة تغيرت أيضا ظرفية هذه الحركة من اجل تشغيل الطريق نحو الديمقراطية وافقت الحكومة العسكرية على قوانين العفو وغيرت النظام الانتخابي لإقرار التعددية الحزبية ( بدل الثنائية) وقد قبلت المعارضة بهذه القوانين أو على الأقل لم تجعل منها مشكلا كبيرا.
الترشح والإنتخاب:
ويشترط في المترشح للرئاسة أن يكون مولودا في البرازيل وأن يتجاوز عمره 35 عاما، يحق لكل برازيلي بلغ السادسة عشرة من العمر أن يشارك في الانتخابات التي تجرى لاختيار الرئيس أو السلطة التشريعية أو حكام الولايات أو هيئاتها التشريعية، ويصبح هذا الحق إلزاميا للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 70 عاما وهو اختياري في غيرهم.
بالنسبة لإنتخابات عام 2010 م ، رفض الرئيس دا سلفا الترشح لفترة  رئاسية  ثالثة لأن العديد من مؤيديه وأعضاء حزبه  يضغطون عليه لتعديل الدستور  والترشح لولاية  ثالثة ،بحجة أن عدم ترشحه سيكون له أثر سلبي على حزب العمال الذي يزعمه .[17]
الخاتمة  :
          ونختم حديثنا  عن النظام  السياسي  في البرازيل بلمحة سريعة عن مدى  الشفافية  والمشاركة  الشعبية  وهما  من  المصطلحات  الحديثة  التي  دخلت  قاموس  الحكم الرشيد  ،  فالحق  أن  النظام البرازيلي  يكفل  قدراً من الشفافية  لا بأس به  ،  وسائل  الإعلام  على  إختلاف أشكالهما  وألوانهما  حرة  ،  والدولة  تجتهد  في أن  تكون  المسائل المتعلقة بتوزيع الثروة  وأموال  دافعي الضرائب  شفافة  ، مستغلة  في ذلك العديد  من  وسائل الإعلام  وفي مقدمتها  الإنترنت  ، كما إنها   لا تبدي  تصلباً  أو خشونة في التعامل  مع  الدعوات  المنادية  بالإصلاح السياسي  ، بل  انها تقوم  عوضاً عن ذلك  بخطوات  ومبادرات  تعزز  أجواء الشفافية  ، صحيح أنها  دون الطموح  لكنها  على الأقل تشعر المواطنين بأن  عجلة  الإصلاح  السياسي  تسير  ،  وأن  التراكم  الكمي  سيؤدي بمرور الوقت  إلى  تغير  نوعي  .
كما  أن  النظام  السياسي  يتيح المجال  أمام الحركات  الإجتماعية  والمختلفة  التعبير  عن نفسها  ،  ويمنحها  حق الإعتراف  والتظاهر  وتكافل الدولة  للأحزاب السياسية  تشكيل  لجنة لمراقبة  الإنتخابات  تعرف عادة  باسم  لجنة  عدالة  الإنتخابات  وهي لجنة  مستقلة  مسؤولة  عن الإشراف  على  الإنتخابات  بكافة مستوياتها  الفيدرالية  ومنها  الولائية  لضمان  نزاهتها  .
ورغم  كل ما يقال  عن  المشكلات  والمعضلات  التي  تواجه النظام  السياسي  في  البرازيل  والتي  استعرضناها  أنفا إلى  أننا  قد  لا نبتعد عن  الحقيقة  إذا  قلنا  : أنه نظام  يتحسن  وكلما  مر  عليه  الوقت  تراكمت  منجزاته  وتحسيناته  ، وبدون  ديمقراطية  هذا النظام  كان  من الممكن  للتجربة  التنموية  البرازيلة  الحالية  أن تتعرقل  أو أن  تنتهي  وتتلاشى  كما  تلاشت  تجاربه  التنموية  عديدة في دول  أخرى  أعتنى  أصحاب  القرار  فيها بما هو  إقتصادي  وغضوا  الطرف  عما هو  سياسي  ، فلم  تجن الشعوب  بعد سنوات  من الإنتظار  غير  " قبض الريح " .


المراجع :
البرازيل .. قطب دولي ،  جديد ميجيل دياز و باولو ألميدا ، الجمعة، ٢٢ يناير،2010م  ).http://rashedghazaly.blogspot.com/2010/01/blog-post_6788.html(
الشكرى يوسف علي ، رئيس الدولة فى الإتحاد الفيدرالى ، الطبعة الأولى  ، 2009 م
،على ضفاف الأمازون رحلة في المنطقة الإستوائية من البرازيل ، أبها ،1410-1990م . العبودي بن ناصر محمد
العبودي بن ناصر محمد ،الرحلات البرازيلية  ( في جنوب   البرازيل ) .
العبودي بن ناصر محمد ،الرحلات البرازيلية  ( في غرب    البرازيل ) ، 1412هـ- 1991م 
النظام السياسي في البرازيل.. قراءة نقدية ، نشر في مركز  الجزيرة  للدراسات، أنطونيو دا روتشا
دول فدرالية ...  البرازيل ،نشر في   شبكة عراق المستقبل  ، ترجمة: زينب الجعفري مراجعة: ماهر طالب الأديب 
روز براون ،  البرازيل شعبها  وأرضها  ، القاهرة- نيوروك سنة 1969م .
عبد الحميد معتمد عاطف ،  البرازيل القوة الصاعدة من أمريكيا اللاتنية ، مركز  الجزيرة  للدراسات ، سلسلة ملفات القوى الصاعدة (3) 2010.
غانم  حافظ  محمد  ، مباديء القانون  الدولي  العام  ، ط4 ، مطبعة  نهضة  مصر  ، 1964م
- د. خليل محسن ،النظم السياسية والقانون الدستوري ، الجزء الأول ، النظم السياسية ،دار النهضة العربية ، بيروت ،1972م
،دار الفكر للنشر والتوزيع  ، الأردن _عمان 2010 م .  علي الهاشمي إياد  ، تاريخ أوروبا الحديث]
).   http://en.wikipedia.org/wiki/brazil( موقع ويكيبديا العالمي
منظمة الفاو FAO (2010)  www.fao.org



1

هناك تعليق واحد:

  1. ما هي المشاكل والتحديات التي تعاني منها البرازيل?

    ردحذف