السبت، مارس 31، 2012

بحث قصير عن الحكم العسكري في فلسطين من عام 1948- 1966م


 إعداد لمساق في الجامعة  :

دخلت القوات البريطانية فلسطين عام 1917م و بادرت في تنفيذ وعد بلفور لليهود ففتحت أبواب الهجرة اليهودية لفلسطين،و بذلك بدأت بريطانية في تهويد فلسطين قبل أن يتقرر الإنتداب البريطاني فيها وفي 29/نوفمبر/1947 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة وجوب إقامة دولتين في فلسطين دولة يهودية و دولة عربية على ألا يتأخر ذلك عن أول/اكتوبر /1948م ،وعندما أعلنت بريطانية رغبتها في سحب قواتها من فلسطين قبل 14/آيار/1948م قرر زعماء الأحزاب و المنظمات اليهودية و الصهيونية في إجتماعهم لإعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين-1- ،حينها أدرك العرب خطورة إعلان الدولة اليهودية ،فتجمعت الجيوش العربية لتدافع عن فلسطين فهزمت، و قامت إسرائيل عام 1948م بارتكاب المجازر الوحشية ،ومصادرة الكثير من الأراضي الفلسطينية،وبذلك تتمكن من طرد السكان و مصادرة أراضيهم لإحلال المهاجرين اليهود على الأرض المسلوبة ،و بدأ الجيش الإسرائيلي بعد إحتلاله للقرى العربية يترك وراءه فرقاً عسكرية صغيرة لتحكم في هذه القرى وسكانها، شكلت فيما بعد ما يسمى بالحكم العسكري -2-،ونظراً لخطورة ما جرى في تلك الفترة فإن موضوع الحكم العسكري يحتاج إلى مزيد من البحث و الدراسة و التحليل للمظالم التي ارتكبها الحكام العسكريون بحق المواطنين العرب على مدى 18سنة،فما هو الحكم العسكري،وأين فرض،وما هي العوامل التي أدت إلى فرضه،وكيف تمثلت وحشية الإحتلال في ممارسته وسنضرب مثال على ذلك سكان النقب،وما هي النتائج التي ترتبت عليه.
مرت الأقلية العربية في أرضها  بالجزء المحتل من فلسطين في عام 1948م، بمراحل عصيبة وخاصة خلال الفترة التي امتدت منذ عام 1948م وحتى عام 1966م ،حيث ساد الحكم العسكري كل التجمعات الفلسطينية التي تستأثر نحو مليون ومئتين وثمانية وخمسين الف فلسطيني ،وكانت تلك الفترة قاسية جداً وتركت بصماتها المميزة في كل مجالات حياتهم سواء كانت الإقتصادية،الإجتماعية،السياسية،وغيرها-3- ،فما هو الحكم العسكري.
لوجئنا لتعريفة بشكل عام هو السيطرة على الحكم بالقوة وليس عن طريق تداول السلطة مثل الثورات و الإنقلابات العسكرية ،وهو من النظم الديكتاتورية تسيطر عليها القوة ولايتم تداول الحكم ولايتدخل الشعب في إختيار حاكمه،وهناك تعريف آخر وهو النظام المطلق السلطات في المناطق التي يسودها بحيث يسمح له فعل كل ما يخطر على بال الحاكم العسكري -4-، و يقوم نظام الحكم العسكري على أساس معاقبة أُناس ليس بسبب مخالفات ارتكبها أو مؤامرات حاكوها، وإنما بسبب مخالفات كان يمكن أن يرتكبوها -5-الحكم العسكري الذير طبقتة إسرائيل هو وليد في إنجلترا فقسم من صلاحياتة المطبقة في ذلك الوقت طبقت في إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية ،لكنها أُلغيت بعد إنتهاء الحرب مباشرة ،ومن القوانين التي طبقت في الحكم العسكري قوانين الدفاع ،قوانين الطوارئ عام 1945م ، وقد قسم الإسرائيليون مناطق الحكم العسكري إلى  ثلاث  مناطق  :
1-    الحكم العسكري في الشمال : ويعيش  في المنطقة  الخاضعة  للحكم  حوالي 130 الف  مواطن  عربي  في  65قرية  ومدينة  صغيرة  ،-6- وتشمل  هذه المنطقة  الجليل  كله  ، وعكا وسهل  بيسان  ومرج بن عامر  بما في ذلك  مدينة  العفولة ، ولكنه  لايشمل  منطقة  الكرمل  وسهل فولون-7-.
2-    الحكم العسكري  في المنطقة  الوسطى  ، وتشمل  حوالي  50 الف  نسمة  يعيشون  في  27 قرية  -7- وتشمل  منطقة  المثلث  ووادي غارة  -8-.
3-    الحكم  العسكري  في  المنطقة الجنوبية  -النقب- يسكن فيها  حوالي 20 الف  من البدو  الرحل  وينتمون  إلى  18 قبيلة  -9- ، وتشمل  كل  مساحة النقب  ووادي  عربة  .
وهذه المناطق مقسمة لعدة  مناطق  صغيرة  في كل واحدة  منها  فرع للحكم العسكري  ، هو على  صله  بسكان المنطقة  فيما يتعلق  بالمواضيع  المنبثقة  عن  وظائف  الحكم العسكري .
تطبق قوانين  الحكم العسكري  على  العرب  فقط  ، سواء كانوا يسكنون  مناطق  الحكم العسكري  أم  لا ، في حين  تسري  على  العرب  الذين لا يسكنون مناطق  الحكم  العسكري ، والقيود التي تفيد تنقلهم  فقط  تسري  على العرب  الذين يسكنون  في مناطق الحكم العسكري  بالإضافة  إلى  قيود التنقل  جميع القوانين  الصارمة  الأخرى  ، أما بالنسبة  لليهود  سواء كانوا  داخل  مناطق الحكم العسكري  أو  خارجها  ، فإن قوانين الحكم العسكري  لاتطبق  ضددهم  -10-.
و تتكون القوانين التي يقوم الحكم العسكري من  170قانون  ،مقسمة الى 15فصل، تبحث في شوؤن الرقابة وتحديد حرية التنقل و حرية الكلام والصحافة من جميع نواحيها ،و الإشراف على وسائل النقل و تنظيم استعمال الأسلحة -11-، تطبيق هذه القوانين يؤدي إلى أضرار كبيرة على حرية الإنسان وأملاكه بصورة لا حدود لها و من أهم هذه القوانين:
أحد هذه القوانين الأساسية و الأكثر استعمالاً، المادة 125 التي تمنح الحكام العسكريين صلاحيه الإعلان عن مناطق معينة كمناطق مغلقة و تحديد الخروج منها و الدخول اليها، و هذه المادة القاعدة القانونية التي يفرض الحكم العسكري على السكان واجب تجهيز انفسهم بتصاريح للخروج أو الدخول في مناطق مغلقة ،وبهذا تمنع و تحدد حرية التنقل -12- ،تعتبر النقب أحد المناطق التي خضعت للحكم العسكري ،حيث قامت اسرائيل بترحيل 12عشيرة من أراضيها الواقعة غرب النقب و بين مدينة بئر السبع إلى الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة لعام 1967م خاصة لتلك المجموعات التي انتشرت في منطقة وادي الشريعة ،و لقد رحلت هذه المجموعات رغم إرادتها إلى منطقة آخرى تقع إلى الشرق من مدينة بئر السبع، ثم تم حصرها داخل المنطقة الجديدة التي سميت بالمنطقة المغلقة وقد منعها الحكم العسكري من مصادرة هذه المنطقة على مدى خمس عشر سنة ، و تعتبر المنطقة التي رحل منها البدو أخصب مناطق النقب ،وقد فرغت تماماً من السكان وذلك لغرض الإستيطان اليهودي و التي تمثلت بإقامة عشرات المستوطنات الزراعية فيها-13-، ورفض الحكام العسكريون السماح للبدو بمغادرة المنطقة المغلقة لأي عمل كان دون الحصول على إذن عسكري مسبق ،وقد منحت هذه الرخصة للتنقل  على يد الموظفين  العسكريين  الذين  تواجدوا  في بعض النقاط  ، حيث كانوا  يتواجدون  مرة أو مرتين  إسبوعياً -14- .
هناك  قوانين سنت لتمنح الحكم العسكري  صلاحيات  بأن يأم بصورة  إدارية  وضع أي شخص  تحت رقابة  الشرطة  ، أو يحيط الشخص  الشرطة  علماً  عن  تنقلاته  ، وأن يحدد  حرية الشخص  فيما يختص  بعمله المهني  وعمله  في نشر أخبار  ، والأمر  بسكن  منطقة  معينة  وعدم  مغادرتها  والمنع  من  تغيير مكان سكنه  أو الخروج من قريته  أو  مدينته  ، وأن يبقى  وراء أبواب  بيته  إبتداءً  من ساعة  الغروب  حتى شروق  الشمس ، وللشرطة  حث زيارته  في مكان  سكناه  في كل وقت  ، كذلك هناك  مواد تتيح الإعتقال  الإداري  على كل شخص  تقرر  سلطات  الحكم العسكري  بسبب ما  إعتقاله لفترة  غير محدودة  دون محاكمة  ودون توجيه  أي تهمة له  ، كذلك المادة  122 فإنها تمنح الحاكم العسكري  سلطة  إصدار  أمر  بنفي  أو طرد أي شخص  إلى خارج البلاد ومنع أي إنسان  من الخارج العودة إلى البلاد  ، كذلك تمنح المادة  119 الحكم العسكري  صلاحية مصادرة  أو هدم  ملك أي إنسان إذا كان للقائد العسكري  شك أنه أطلقت منه رصاصة أو أُلقيت منه قنبلة  ، كذلك هناك الكثير من القوانين التي تتيح للحاكم  العسكري  صلاحية  إعلان منع التجول  شاملاً أو جزئياً في قرية  معينة  ، كذلك تمنح الحكم العسكري  صلاحية  منع أو إباحة  أو تحديد تنقل الناس والآت النقل  ، والحيوانات في شوارع معينة   ، وهناك قوانين  تمنح الحكم العسكري  سلطة  مراقبة  بيع السلاح والإحتفاظ به أو إستعماله  ومنع تحديد  وتنظيم شراء أو بيع هذه الأدوات أو الذخيرة أو المواد المتفجرة -15- .
أما بالنسبة للقاعدة القانونية  الثانية  التي  يرتكز عليها  الحكم  العسكري  ، فهمي  قوانين الطواريء  - مناطق الأمن – 1949م :
وقد سن هذه القوانين  وزير الدفاع ، وتمدد هذه القوانين  كل سنة بواسطة  سن قوانين خاصة ، مثلا ً يفرض قانون الطواريء على  مناطق  الأمن نفس القيود التي  تفرضها  قوانين  الدفاع  على  المناطق المغلقة  ، وتمنع  الدخول  إلى  هذه المنطقة  دون  تصريح  خطي من  القائد العسكري ، وزيادة  على  تلك  القيود  فإن قوانين  الطواريء تمنح  وزير  الدفاع صلاحيات  خطرة جداً وهي إخراج السكان  الذين  يسكنون  في هذه المناطق  - منطقة الأمن بصورة  دائمة  - إلى خارج  مناطق  سكناهم ،بواسطة أمر يصدر  عن وزير الدفاع -16- ، ومن خلال  هذه القوانين  والصلاحيات يتضح لنا  أنها تحول  الحكم  العسكري  إلى   دولة داخل دولة  من حيث إمتلاكه تشريعات  وقضاء وتنفيذ ، ومجرد  تطبيق  هذه الصلاحيات بغض النظر  عن إستعمالها  لأغراض شريرة  ،يمكن أن يحمل أذى  عظيم  على كل  مواطن  يقرر الحكم العسكري  إستغلال هذه الصلاحيات ضدده ، وحسب تطبيق  هذه القوانين  ، فإن القرار بتطبيق  الصلاحيات التي  ذكرت  ، متروك لتقدير الحكم العسكري  لتطبيقها  في كل حادث يعتقد أن تطبيقها  فيه مطلوب  لتأمين سلامة الجمهور  ، أمن إسرائيل  ، المحافظة على  النظام  العام  ، وسحق  إنتفاضة  أوثورة أو تمرد  أو توفير  التمويل  والخدمات الحيوية  للجمهور  ، وهذا  الحكم  يمكن عملياً من التدخل  في كل نواحي الحياة  للمواطنين  الذين يعيشون في نطاق سلطته -17- .
ومن أجل ضمان تطبيق  هذه الصلاحيات  لمعاقبة من يخالفها ، أقيمت محاكم عسكرية  التي تهتم  بالنظر في القضايا التي تخالف القوانين ، وهناك  محاكم عسكرية  خاصة  بجيش الدفاع الإسرائيلي  والمحاكم العسكرية  ، فالأولى  تعني أنها محاكم لمحاكمة جنود ، ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي ، أما الثانية فتقضي فقط في شؤون المدنيين  الذين يخالفون تعليمات قوانين الدفاع – حالة الطورايء – وليس هناك أي صلة بين المحكمتين -18-.
وتقسم المحاكم العسكرية إلى نوعين  :
1-    محكمة عسكرية  مكونة من رئيس  برتبة ضابط ميداني أو ذي رتبة  أعلى ، ومن عضوين  أخرين معينين يكونان ضابطين بأية رتبة  ، ويعين الثلاثة  القائد العام للجيش  ، ومن صلاحياته النظر في أي مخالفة  ضدد قوانين الدفاع ، أو تفرض  أي عقوبة من صلاحيات المحكمة  المركزية فرضها بما في  ذلك عقوبة السجن المؤبد والإعدام .
2-    محكمة عسكرية   عاجلة  : مكونة  من  ضابط  واحد في القوات  الحكومية  ويعينة  القائد العام  ، لكن  هذه المحكة  لا تملك  فرض  أي عقوبة  سجن ، -19-.

لايوجد أي إمكانية  لإستئناف  أحكام المحاكم العسكرية  أمام أي محكمة  أخرى عسكرية  كانت ام مدنية  ، لكن السلطات  العكسرية  التي  تتكون  من قائد  عام  ووزير الدفاع  ، تملك صلاحية  تخفيف  أو حتى  إلغاء حكم  المحكمة  ، أو الأمر بإجراء  المحكمة من جديد  لكن عدل القانون  سنة  1963م ومنحت إمكانية  الإستئناف  .

تحدثناعن هذا النظام كثيراً ، لكن كيف يعمل هذا النظام من ناحية  تطبيق القوانين  ، فيعتمد وزير  الدفاع  في صلاحياته الممنوحة  بموجب قوانين الطورايء ، وعين قادة  وحكام عسكريين  لثلاث مناطق رئيسية  تمتمد على  مساحات واسعة  من الدولة (الحكم العسكري  في مناطق الشمال، والمنطقة الوسطى  ، والجنوب  )، وفي هذه المناطق كان يعيش  حوالي  755 من السكان العرب  في البلاد  ، كما أن قسماً من هذه المناطق قسم بقرارت  من  الحكام العسكريين  أنفسهم إلى وحدات صغيرة  أطلقت عليها إسم المنطقة المغلقة  -20-، بالنسبة  لمناطق  الحكم  العسكري  والمناطق  المغلقة  ، فلا احد في الدولة يعرفها  ، أما بالنسبة للمواطن  الذي يريد  الخروج  منها أو الدخول  إليها  بدون تصريح  ملزم أنو يتوجه كل مرة  إلى مكاتب الحكم العسكري  القليلة  ، أو إلى مراكز الشرطة  التي  لايعرف أكثرها  المعلومات المطلوبة  لكي يعلم  أين يستطيع  أن يتجول بدون تصريح  ، ومثل هذا المواطن  إذا دخل منطقة مغلقة  أو خرج منها بدون تصريح  يتهم بمخالفة  قوانين الدفاع ، رغم حقيقة  أن المواطن لا يعرف وليس بإمكانه  أن يعرف حدود هذه المناطق ، وأن هذه الحقيقة  لا تعتبر حجة في الدفاع عن نفسه  أمام المحاكم العسكرية  ، لكن بمرور  الوقت  أصبح أكثر المواطنين يعرفون ما تشمله  مناطق  الحكم  العسكري  سواء عن طريق  الإتصال اليومي  مه هذا الحاكم  ، أم عن طريق الأخبار  التي  نشرت في الصحف  أو مما نشر في مطبوعات حكومية  مختلفة  -21- .
فلو طرحنا على أنفسنا سؤالاً كلنا نعلم أن إسرائيل كانت في بداية تكوين نظام دولة جديد وهناك علاقات غير ودية بينهم وبين العرب ، فالسؤال المهم لماذا فرضت إسرائيل هذا النظام الظالم  في بداية تكونها ، وماهو الهدف من فرضه ؟ ... فالحكم العسكري يتدخل في حياة المواطن  العربي من يوم ولادته  حتى يوم وفاته  ، ففي يديه القرار  النهائي فيما يتعلق بشؤون العمال  ، والفلاحين  ، أصحاب المهن ، التجار  ، المثقفين  ، وشؤون التعليم  ، والخدمات الإجتماعية  ، إن الحكم العسكري  يتدخل في أمور  تسجيل السكان والولادات والوفيات  وحتى الزواج وشؤون الأراضي وتعيين المعلمين  والمواطنين وإقالتهم  ، كذلك يكثر تدخله التعسفي  في شؤون الأحزاب السياسية  والنشاط السياسي  والإجتماعي  وشؤون المجالس المحلية  والبلدية ، السكان العرب  يرون أن الحكم العسكري  مؤسسة قائمة  من أجل تحقيق  ثلاثة أهداف  : تسهيل عمل السلطات حينما تقرر مصادرة  أراضي ، والتدخل في الإنتخابات البرلمانية  للكنيست ، المجالس البلدية  لصالح حزب الماباي  وصالح مجموعة من  المنافقين  العرب  الذين يفعلون  مايقول  لهم الحزب  ، ومنع تكون وإقامة أية حركة سياسية  مستقلة مرتبطة  بأي حركة  سياسة  أخرى  -22-.
تعرفنا للهدف الذي فرض من أجله هذا النظام ، لكن  ماسبب وجوده علماً أن إسرائيل لم تكن تملك شيئ قبل فرض  هذا النظام ، سنتعرف على بعض  اراء  لليهود أنفسهم حول أسباب  فرض هذا النظام   منهم من يقول  أن أحد الإدعاءات الرئيسية  الذي يسمع من أفواه المسؤولين هو أن هذا النظام  ضروري لضمان  المصالح الحيوية للدولة  ،خاصة  وفوق  كل شيء مصالح  الأمن ، إنهم يقولون أنه بدونه  سيوجد خطر جدي  يجر  إلى  أسباب  فرضه  -23- ، ومنهم من يقول  أن سبب وجوده فقد قال مناحييم بيغن  نائب  الكنيست في ذلك الوقت  " أن الحزب الحاكم  يستغل الحكم العسكري  لأغراضه الخاصة  ، ويقول  أنا أعتقد  أن هذا الأمر صحيح فمن المؤكد أن حزب الماباي  يستغل الحكم العسكري  لأهدافه الخاصة  " – 24-.
إنهم يقولون أنه بدونه سيجد خطر جدي يجر إلى  زعزعة حكم اليهود في البلاد  وحتى  إلى خراب  الدولة  حسب إدعائهم  إقيم الحكم العسكري  منذ البداية  بسبب ضرورات  أمنية ولايزال  مستمر  بالإهتمام  بمثل  هذه الأمور  الأمنية فقط -25-،ومن المعقول  أن الحكم  العسكري  أقيم لحفظ الأمن خصوصاً وأنه جاء في بداية  وجود  النظام  الجديد – الإسرائيلي – وكان هذا النظام يصدم مع العرب  لكن  عملياً إنقلب هذا الحكم  خلال فترة  قصيرة  جداً من نظام  إقيم للإهتمام  بالمواضيع الأمنية  إلى أداة  حزبية   بارزة  لخدمة  - حزب عمال أرض إسرائيل – أو بتعبير أدق  لخدمة  أوساط ضيقة  ذات سلطة  حاكمة  داخل تلك الحزب ، وتسعى للحصول  على  ماكسب  حزبية  مموجة على  حساب المصالح الوطنية  لدولة إسرائيل  -26-،كذلك بالنسبة  لرأي نائب الكنيسيت  - يجال ألون  قائد البلماخ مسبقاً- يقول" أن الحكم العسكري  بسبب عدم وجود مهمات  أمنية  مباشرة  له يترطز في نشاطه على أمور  ذات طابع  داخلي سياسي بصورة خاصة مثل إقامة نظام مانع ضدد  قيام تنظيمات سياسية  غير مرغوب فيها -27-
كذلك هناك إدعاءات  تقول  أن سبب  فرض الحكم  العسكري  ووظيفة الحكم العسكري  هي ردع عناصر  معادية  في أوساط عرب إسرائيل  لمنعهم من تنفيذ مؤمراتهم -28- .
وأخيراً لا بد الحديث عن النتائج التي ترتبت على الحكم العكسري ولكن بأراء يهودية  فمثلا ، يقول  نائب الكنيسيت في حزب المابام –يعقوب حزان – أن هذا الحكم لا يخدم دولة إسرائيل  ويتناقض  مع أسس العدل والقانون ... قد عمل الحكم العكسري  على عزل المواطن العرب  بواسطة التمييز  ضددهم  في مختلف مجالات  الحياة  ، وتحويلهم عملياً إلى مواطنين  من الدرجة  الثانية  ولقد عمق  الحكم العسكري  وقوى  الخطر سيطرة العناصر السلبية  في تصرفات المواطن العربي  ، إن الحكم العسكري  يصنع بيديه من الأقلية العربية  قلعة  من  الشعور  بالإهانة  القومية  والتمييز  والغربة  ، ونتيجة  هذا كله  هو توليد  الكراهية  -29- ، وهناك أراء يهودية  تقول " أن الحكم العكسري  ليس سوى  عامل  سلبي  يثير الغضب  ويعرقل  عامل  لا مفر  له  من  تسميم العلاقات  بين اليهود والعرب  وزعزعة  أمن الدولة  بدل من تقويته -27-، ولقد كتب  ميخائيل  أساف  في مجلة  "بطيرم" 15/5/1953م  يقول : " سواء كان الحكم العسكري يقصد  أم لايقصده  فإنه  في كل يوم  وبمجرد  وجوده وتصرفاته  يدفع كل عربي  إلى أن يصبح  كارهاً  للدولة أو مخرباً للدولة، ذلك لإن بقاء الحكم العكسري  كله  يقوم  على  أساس  معاقبة  أُناس  ليس بسبب  مخالفات  إرتكبوها  أو مؤامرات  حاكوها  ، وإنما بسبب  مخالفات  كان يمكن  أن يرتكبوها  ، حسب تقديرات الحكم العسكري  أي معاقبتهم  لمجرد كونهم عرباً " -30-.
ومنهم من يقول  أن وجود الحكم العسكري  يؤدي إلى ظواهر كإحتقار النفس والتسلق  تجاه  السلطات  التي بيدها اللسلطة  لمنح تصاريح  التنقل  وغيرها  من  المغريات  ، إن  هذا الوضع  يلغم  المستوى  الأخلاقي  للجمهور  ويقلل من إحترام  الأقلية العربية  للدولة  -31-.
أما بالنسبة  للجانب الإقتصادي  ،فقبل عام  1948م  كانت الصناعة  والأعمال  الحرة  في فلسطين  هي الأكثر تقدماً  في العالم  العربي  حيث تمركزت  الفعاليات  التجارية  في المدن  الكبرى  مثل  يافا  وحيفا  ، ونتيجة  لحرب 1948م  تم تهجير  معظم رؤوس الأموال  من  البلاد  ، وتمت  مصادرة  العديد من الأملاك  التي  تركوها  وراءهم  ، كما  لم  يسمه  الحكم العسكري  لللإقتصاد  الفلسطيني  بالنهوض  من جديد  فقد  هدفت  سياسة  الحكم العسكري  إلى  منع تطور  الإقتصاد  الفلسطيني  من  خلق  إقتصاد عربي  ذي إكتفاء ذاتي  ، لإنه يشجع  الفعاليات  العدائية  على  حد تعبيرهم  ، لقد كانت فترة  الحكم  العسكري  الإسرائيلي  حيوية  ، حيث  عملت على خنق  تطور  الإقتصاد الفلسطيني  بينما  الإقتصاد اليهودي  يحكم قبضته  على  مصادر  الدولة  وفعاليتها  الإقتصادية  -32-.
أما بالنسبة  لتأثير الحكم العسكري  على  الفكر الفلسطيني  ، فقد كانت  السنوات العشرون  الأولى  لقيام  الكيان الصهيوني  1948-1967م كابوساً كبيراً  على صدور  أبناء فلسطين المحتلة ، فقد وضعوا  تحت حكم عسكري  عدواني  يغيض ، وغادر نتيجة الحرب  معظم  المثقفين  وقادة الأحزاب  ورجال الفكر  الفسيطينين بما كان  غالب  من تبقى  من الفلاحين  البسطاء ، مما أوجد أزمة  في القيادة  والتوجيه  ولم يجد  الفلسطينيون ما يعبرون  به عن توجهاتهم  السياسية  إلا  من خلال الأحزاب  الإسرائيلية  ، وجرت محاولات  لغسل أدمغة  الفلسطينيين  ومحو هويتهم  الوطنية  والثقافية  -33-.
رغم  وجود العديد من المعارضين  اليهود لبقاء الحكم العكسري  إلا أن  إسرائيل  إستمرت  بفرضه  للنيل  من  العرب ، ولقد  تفننت إسرائيل  في إبتداع الحجج القانونية  من أجل الطعن بحقوق وحياة الفلسطينين  ، أحكمت إسرائيل  سيطرتها  في فترة الحكم العكسري  والتي  امتدت  مذ عام  1948- 1966م  حينها  مارست إسرائيل  كل أشكال القمع والترهيب والظلم  وهدمت البيوت وصادرت الأراضي  وأعدمت ونفت وقتلت من قتلت ،وهكذا يبقى الحكم العسكري  السيدة  نفسها لكن بملابس  مختلفة  .



المراجع :
1-    صبري جريس وأخرون  ،دليل إسرائيل  العام  ، مؤسسة الدراسات  الفلسطينية  ، بيروت  مارس 1996 ، الطبعة  الأولى  ، صفحة 3 .
2-    إلياس  جبور  جبور  ، الحكم العسكري  ، موقع الجبهة الديمقراطية  للسلام والمساواة  ،الأربعاء 23/12/2009م .
3-    نبيل  السهلي ،الفلسطينيون  داخل الخط الأخضر أشجار الصبار  في مواجهة  الإحتلال  حقائق  ديمغرافية  وإقتصادية  وسياسية  ، دار صفحات ، 2008 م  ، الإصدار الأول  ،صفحة  7.
4-    صبري جريس ، العرب في إسرائيل  ،مركز الأبحاث  منظمة التحرير  الفلسطينية  ، المؤسسة العربية  للدراسات  والنشر  ، حزيران  1967م ، صفحة  30.
5-    صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  69.
6-    صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  43.
7-    صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  40.
8-    صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  43.
9-    صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  41.
10-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة 48.
11-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  20.
12-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  21-26.
13-           غازي فلاح ، الفلسطينيون المنسيون عرب النقب 1906م-1986م ، تشرين الثاني  1989م ، صفحة 120.
14-           غازي فلاح ، مرجع سبق ذكره ،صفحة 123-124 .
15-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  21-26.
16-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  28-29.
17-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  30.
18-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  27.
19-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  28.
20-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  38.
21-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة39.
22-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  95.
23-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  70.
24-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  70.
25-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  62.
26-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  64.
27-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  65.
28-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  85.
29-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  67-68.
30-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  69.
31-           صبري جريس ، مرجع سابق ، صفحة  71.
32-           الإقتصاد العربي لفلسطيني 48 من بداية  التسعينات  حتى العام  2000 ، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية  "وفا".
33-           المركز الفلسطيني  للإعلام  ،الفصل  الثاني  ، شعب فلسطين  .




الجمعة، مارس 09، 2012

لجنة المتابعة العليا في إسرائيل


      أدت حرب عام 1948م إلى إقامة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية ,وجد160.000نسمة داخل حدود الدولة اليهودية منقطعين عن الفلسطينيين، إرغموا على حمل الجنسية الإسرائيلية فتحولوا إلى أقلية في وطننا  التاريخي،(1 )و بلغ عددهم مع بداية  2009م، حوالي  1.200.000نسمة و هم يشكلون حوالي 17% من عدد السكان،(2) بعد النكبة حاولت المؤسسة الإسرائيلية إحباط قيام أي تنظيمات عربية قومية جديدة,وشكلت سبعينات القرن الماضي البذرة الأولى لنشوء طبقة من المثقفين و توسيع الطبقة الوسطى التي أعقبتها عمليات حثيثة  في بناء مؤسسات ذات طابع قومي لتنظيم المجتمع العربي في الداخل،(3)، نظرت الاقلية العربية إلى حاجتهم لرسم طريقهم نحو المستقبل و بلورة هوتهم الجماعة و صياغة برامج اجتماعية و سياسية، قد كانت مرحلة تكوين اللجنة و تأسيس اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية مرحلة فاصلة  في تاريخهم (4).
إتبعت  إسرائيل سياسة تحرم الفلسطينيين في إسرائيل من تنظيم أنفسهم في أحزاب سياسية، ليتسنى  لها التحكم بهم و السيطرة عليهم ومنعهم من مقاومة السياسية الإسرائيلية، و في أعقاب حرب أيلول 1970م بين النظام الإردني و منظمة التحرير، أجرت الحكومة الإسرائيلية انتخابات للمجالس المحلية في الضفة الفلسطينية المحتلة، و كان هدفها إبراز زعامات على سدة المجالس المحلية يعتمدون في انتخابهم على الإنتماء العشائري و ليس على الإنتماء الثقافي أو الوطني، و يبدوا  أن نجاحها في ظل قمع لفصائل منظمة التحرير من جهة و مقاطعة هذه الفصائل للإنتخابات المجالس المحلية من جهة أخرى، و إيصالها لأشخاص موالين لها و للنظام الأردني في نفس الوقت، شجعها إلى محاولة نقل هذه  التجربة إلى داخل الفلسطينييين في إسرائيل،(5)، و نظراً للظروف المالية الصعبة التي تعيشها المجالس المحلية عملوا على عقد مؤتمرات للمطالبة بحقوق غيره كان من أبرزها المساواة مين المجالس المحلية العربية بااليهودية ،و بعد مصادقة إسرائيل على جزء من المطالبات تم  إنتخاب لجنة تنفيذية لرؤساء المجالس المحلية لتنفيذ المطالب، فضل رؤساء المجالس المحلية العربية وأن يرتبط اسمهم الجديد اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية العربية بمركز الحكم في إسرائيل ’ و اعترف باللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية في تموز 1974م كمؤسسة من مؤسساتة(6).
بعد إزدياد حدة الأزمة المالية للمجالس العربية وسعيها لحل هذه الأزمة كثفت اللجنة القطرية إجتماعاتها مع مؤسسات السلطة و الرآي العام، حيث إتخذت اللجنة القطرية مجموعة من القرارات لمعالجة الأزمة، كان من ضمنها طلب عقد إجتماع لسكرتاريا اللجنة القطرية مع أعضاء الكنيست، و في 30 أكتوبر 1982م عقدت سكرتاريا اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية اجتماع مع أعضاء الكنيست في مقر اللجنة في شفا عمرو أسفر هذا الإجتماع عن إقامة لجنة المتابعة، حكومته من سكرتاريا اللجنة القطرية، و أعضاء الكنيست العرب للمعالجة أزمة المجالس المحلية العربية،من الملاحظ أن لجنة المتابعة في بداية تاسيسها أقيمت من أجل تحقيق هدف واحد و هو معالجة أزمة السلطات المحلية العربية و ليس لقيادة و تمثيل العرب في إسرائيل ،و كان يطلق عليها في وسائل الاعلام منذ بداية نشأتها إسم" لجنة متابعة ازمة السلطات المحلية العربية" (7).
كانت مرحلة تكوين لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل نقطة مفصلية في تاريخ تنظمهم و حازت اللجنة على المصداقية بكونها الهيئة التمثيلية العليا لجميع القوى و الهيئات السياسية و الشعبية الفاعلة(8).
من هي لجنة المتابعة ؟ لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ؛هي كيان سياسي لا حزبي تأسس عام 1982م بهدف شمل و تركيز العمل السياسي للعرب الفلسطينيين في إسرائيل و التنسيق بين موسساته ،و تهدف هذة اللجنة إلى ؛
الدفاع عن الحق الجماعي و الفردي للمواطنين العرب.
إلغاء كافة أشكال وأسس التمييز العنصري.
وقف و إلغاء مصادرة الأراضي العربية و سياسة هدم البيوت.
تحرير الأوقات و المقدسات من سيطرة سلطات الدولة .
العمل على ايجاد حل لقصة اللاجئين .
. العمل على ايجاد الحل العادل لقضية المهجرين في وطنهم
. رفع مستوى تنظيم الجماهير العربية في إسرائيل
. التعاون مع القوى والحركات الديمقراطية التقدمية والسلامية اليهودية
العمل لالغاء التجنيد العسكري الإجباري.... (9).
و من العوامل التي ساعدت على إستمرار لجنة المتابعة الضغط المتواصل للعقليات التي لم يكن بمقدور اللجنة القطرية معالجتها لوحدها، كذلك إستمرار الأزمة المالية للمجالس المحلية العربية،وعجزها عن تجنيد دعمم جماهيري لمطالبها من ناحية و حاجتها إلى أعضاء  الكنيست ،كل هذه ساعدت على إستمرار اللجنة، وساعد تراكم القضايا التي يعاني منها العرب و زيادة حدتها إلى  زيادة قوة وأهمية لجنة المتابعة (10).
على عكس من اللجنة القطرية التي دعت  إلى منع الاضرابات الهامة ,يوم الأرض جاءت لجنة المتابعة دعوتها إلى مجموعة من الإضرابات العامة للعرب في إسرائيل، .فالجنة القطرية  دأبت دوماً إلى الحد من النضال العربي ووقف هذه الإضرابات العامة، ولم تتجرأ في الدعوة لها إلا مرة واحدة في أعقاب مجزرة صبرا و شاتيلا 1982م، من الملاحظ أن الإضرابات العامة التي دعت اليها لجنة المتابعة قوبلت باستجابة شعبية واسعة جداً و إنخراط عشرات الآلآف منهم(11).
يمتاز عمل و نشاط الجنة المتابعة بردود فعل آنية تكون عادة بإضراب عام ليوم واحد يجاوب معها الشعب بصورة عالية ثم يخبو نشاط لجنة المتابعة ويكاد أن يتقدم ،إلى أن تظهر مشكلة أو قضية جادة تعالجها لجنة المتابعة بخطوة إحتجاجية واحدة دون مواصلة أو متابعة أو تقسيم(12).
و لو جئنا لتركيب اللجنة فهي تتكون من، سكرتاريا اللجنة القطرية و أعضاء الكنيست سواء كانوا احزاب عربية أو صهيونية ممثل واحد عن الأحزاب السياسية التي تم اعتمادها في لجنة المتابعة ،.الاعضاء العرب في اللجنة المركزية في الهستدروت و ممثلين جمعيات أهلية، و أجسام آخرى و تمثل إشكالية  هذه  التركيبة أنها تهمش دور الأحزاب وتعطي الوزن من حيث العدد إلى فئات لا وزن لها سياسياً ،ولا  تستند إلى قاعدة شعبية، وتمنح وزن كبير لرؤساء المجال المحلية و على الرغم من مضي عقد و نصف العقد على لجنة المتابعة الإأنها تفتقر  إلى نظام داخلي ينظم عملها مما يجعل إدارتها و اجتماعاتها و جدول أعمالها و كيفية إتخاذ القرارات فيها مجهولا(13)ً
ترفض إسرائيل الإعتراف باللجنة كممثل للجماهير الفلسطينية، لكنها في نفس الوقت تتعامل معها و تأخذ قراراتها على محمل الجد إلا أن هنالك إنتقادات لادائها وفاعليها(14).
حيث لا توجد حتى الأن طريقة تحدد كيف تتخذ لجنة المتابعة قراراتها، و العادة تتم إتخاذ القرارات بالإجماع أو بالإتفاق دون إجراء تصويت، و في حالة عدم التمكن من الحصول إلى اجماع بعد إستنفاذ  كل المحاولات، فإنه من الضروري وضع طريقة لإتخاذ القرارات بالأغلبية أما بلنسبة لإجتماعات اللجنة فإنه لا يوجد إنتظام دوري لاجتماعات اللجنة، قد تجتمع 3مرات في العام،وقد تجتمع مرتين في الشهر،عدم الإنتظام  هذا  ألحق الضرر الكبير باللجنة  وعدم الإنتظام  قلل من فرص متابعة  تنفيذ القرارات  وحرم اللجنة  من  معالجة  قضايا هامة  التي  يعاني  منها العرب في إسرائيل (15) .
جهاز اللجنة :-
من المعروف أن  نجاح أي مؤسسة  يعتمد  على  تفرغ موظفيها لها  ، لكن لجنة  المتابعة  تعاني من عدم وجود جهاز  متفرغ   للجنة المتابعة  ، فرئيس اللجنة  منذ تأسيسها   وحتى اليوم  هو  هو السيد  نمر  حسين  يشغل  منصب  رئيس اللجنة القطرية  لرؤوساء السلطات المحلية  العربية  ، وبدون وجود جهاز  يضم  على  الأقل  عشرات المتفرغين  والثابتين  لايمكن  نجاح المؤسسة  ، أما بالنسبة  للميزاينة  فلا يوجد  ميزانية  للجنة  ، وتعتمد في مصروفاتها  على  مركبات لجنة المتابعة (16).
وهناك العديد من العقبات التي تواجه إعادة بناء اللجنة منها :- التناقضات  في المصالح  بين مركبات  اللجنة  المختلفة  ، وإنشغال  الأحزاب والحركات  الممثلة  فيها بأمورها الداخلية  وصراعاتها  مع الفئات الأخرى  ، فرؤساء اللجنة  إنتخبوا على أساس  حمائلي وطائفي ولبعضهم صلات  حميمة  مع  السلطة  الإسرائيلية  والأحزاب الصهيونية  ،  ومن الطبيعي  أنهم  لايريدون  صياغة  جديدة  للجنة  لئلا يضع حد على نفوذهم وتأثيرهم على  اللجنة  ، رغم  كل هذا إلا أن هناك مساعي مبذولة  لإعادة  بناء وتنظيم  لجنة المتابعة  فالوثائق  المتوافرة  تبين  أن  هناك  تمثيل  لكل شرائح  الشعب  الفلسطيني  من مجلس  محلية  ، نقابات  ، لجان  قطرية  ، أحزاب  ، ومازال هناك نقاش قائماً حول  تخصيص  نسبة  للتمثيل النسائي  ، وتعمل اللجنة  على  التخطيط لإقامة  صندوق قومي  والتحضير لإقامة  مؤسسات  نحو دائرة  الثقافة  والتراث  والحضارة  ، ودائرة  العمل  المحلي والبلدي  ودوائرها  الفرعية  من صحة  وتعليم ورفاه  وغيرها  ، بالإضافة  إلة مؤسسات  خدماتية  مختلفة  وإذا  ماأنجزت  هذه  المهمات  وأقيمت  الدوائر  المختلفة  فقد يصبح في المستطاع  أن يطلق  عليها  إسم " برلمان العرب " (17).
رغم عن كل المعيقات  إلا أننا نستطيع أن نقول  أن لجنة المتابعة  تعتبر تنظيم  قطري يقوم على الإنتماء  القومي  ولكنه ليس تنظيم قومي  ، وإذا  نجحت عملية  إعادة البناء من حيث التركيبة  وآليات تفعيل اللجنة  فلا شك أنه يشكل مستقبلاً تنظيم قومي ،فإذا كتب لهذه اللجنة النجاح ستتمكن الأقلية  بنل المجتمع الفلسطيني  إلى الأمام لمواجهة المؤسسة الإسرائيلية  ، فالعرب قادرون على أن يكونوا لاعباً يحسب له حساب وليس على الهامش .
المراجع :
1-أسعد غانم وأخرون ، الفلسطينيون في إسرائيل (سياسات الأقلية  الأصلية في الدولة الإثنية  )،مدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية  ، نيسان 2009م ،(صفحة72).
2- أسعد غانم وأخرون ، دليل إسرائيل عام 2011م ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية  ، 2011م ، الطبعة الأولى ، (صفحة315).
3- نديم روحان وأخرون ، الفلسطينيون في إسرائيل قراءات في التاريخ والسياسة والمجتمع ،(لجنة المتابعة العليا العربية )، المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقية  ، مدى الكرمل ، 2011م (صفحة 92-95.)
4- نديم روحان وأخرون ، مرجع سبق ذكره (صفحة 93-95).
5- محمود محارب ، العرب الفلسطينيون في إسرائيل ،القدس ،1998م ، (صفحة 7-8)
6- محمود محارب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 13)
7- محمود محارب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 24-27).
8- نديم روحان وأخرون ، مرجع سبق ذكره (صفحة 93-95).
9- موقع ويكبيديا العالمي .
10- محمود محارب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 26-27).
11- محمود محاريب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 28-29).
12- محمود محاريب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 29).
13- محمود محاريب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 29-30).
14- نديم روحان وأخرون ، مرجع سبق ذكره (صفحة 93-95).
15- محمود محاريب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 30-32).
16- محمود محاريب ، مرجع سبق ذكره (صفحة 31).
17- نديم روحان وأخرون ، مرجع سبق ذكره (صفحة 97-98).