الخميس، ديسمبر 26، 2013

بحث قصير عن الحركات الإصلاحية اليهودية ..



المقدمة :

     جاءت محاولة تغيير وتعديل العادات والتقاليد في الديانة اليهودية  نتيجة لعدم ملائمة  هذه العادات للأفراد الذين يؤمنون بها ، مما أجبرهم لحل وسط بين العادات والتقاليد الموروثة ومتطلبات العصر الحديث والإنفتاح على العالم أي محاولة شرح الدين شرحاً عصرياً .
شهدت العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر  وبدايات القرن التاسع عشر الميلاديين ظهور فجوة بين التقاليد اليهودية بسبب ظهور حركة الإصلاح التي ظهر معها الإندماج في المجتمع الأوروبي الحديث .
أدخلت اليهودية الإصلاحية الكثير من التعديلات والإصلاحات على العقيدة اليهودية التي تلتزم بتطبيقها اليهودية الإرثوذكسية حتى وإن أجبرت في بعض الأحيان التخلي عن الأفكار التقليدية الموروثة في الدين اليهودي التي تقف  عقبة في تحديث ومسايرة العصر .

*هدف الدراسة :

تهدف الدراسة الكشف عن الحركات الإصلاحية اليهودية  القومية وموقفها من بعض المجالات في الدولة اليهودية .

*أهمية الموضوع :

توضيح موقف اليهودية الإصلاحية  من فكرة أرض  الميعاد وفكرة الخلاص  وبعض المواقف لدى المتدينين اليهود ..وعلاقة الحركات الإصلاحية باليهود ،وعلاقة اليهودية بالحركات الإصلاحية وكيف نشأت ، وتطورت ..



        اختلفت الآراء حول طبيعة اليهودية الإصلاحية ، بعض الباحثين  قدمها على أنها حركة دينية  وذكر البعض  أنها تيار  ديني معاصر ويرى أخرون  أنها فرقة دينية معاصرة .
من الضروري إستعراض تعريفات ، التيار ، والفرقة ، والحركة ، حتى يتبين لنا تحت أي مسمى تندرج اليهودية الإصلاحية .
التعريف الإصطلاحي للتيار : هو حركة فكرية لها نسق   فكري معين "1"، وهو يعني أيضاً اتجاه فكري أو أدبي أو سياسي ، فلا بد للكاتب أن يطلع على تيارات الأدب الحديثة وإن لم يأخذ بها تيار  الشعور أو الوعي في علم النفس فهو مصطلح يطلق على التجارب النفسية داخل الإنسان .
أما بالنسبة لتعريف الفرقة : فهي مجموعة من الناس تعود لدين معين لها بعض الإعتقادات  والممارسات تميزهم عن غيرهم عن البقية  "2"
لننتقل  لتعريف  معنى الحركة : وهي التيار العام  الذي  يدفع طبقة  من الطبقات  أو فئة  لتنظيم صفوفها بهدف القيام  بعمل موحد وتحسين حالتها  الإقتصادية  والإجتماعية  والسياسية  ، أو تحسينهم جميعاً ، والحركة أكثر شمولاً وأقل إنضباطاً من الحزب الديني  أو السياسي  إذ يمكن أن تكون نقابة  ، جماعة ضغط ، تيار عريض  ، أو حتى حزب سياسي  وقد تلجأ العديد من الأحزاب إلى رص نفسها على أنها حركة تحرر لتوحي بتحررها من القيود العقائدية  المفروضة  في الحزب السياسي "3" .
إن المقصود بالحركة هو الإتجاه إلي التغيير فالحركة الدينية " هي محاولة  لإحداث التعديلات في المفاهيم  الدينية  لكي تناسب  تفكير أيديولوجي معين .
هناك العديد من الشروط الواجب  توفرها  في الحركة الدينية  والتي تتضمن  :
أن يكون لها برنامج محدد تسعى لنشره وتطبيقه بين أبناء المجتمع ولا بد من التنويه أن الحركة الناجحة هي التي تجمع ما بين الجانب النظري والعملي ، فالبرنامج التي تدعو إليه الحركة الإصلاحية يجب أن يقوم على رؤية  جديدة أو فلسفة خاصة وهو محور الحركة والسبب في قيامها "4".

1-      إبراهيم( مصطفى وأخرون )، المعجم الوسيط ،ج1،ط3،إصدار مجمع اللغة العربية  القاهرة ،صفحة 226.
2-      مارشال (جوردن )،موسوعة علم الإجتماع ، ترجمة محمد الجوهري وأخرون ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة  2005، صفحة 1068.
3-      الكيالي (عبد الوهاب )موسوعة  السياسة  ، ج2،ط3،المؤسسة  العربية للدراسات والنشر ، بيروت 1991م صفحة 222-223.
4-      حسن ،( محمد خليفة ) الجركة الصهيونية  ، ط1، دار الثقافة  العربية  ، القاهرة  2002، صفحة 55-56.

     وتتحد أهداف الحركات الدينية  في تحديد أخلاق العالم ، البحث عن مفهوم جديد عن العالم  بدلاً من البحث عن إعادة صنع النظم "1"
من هنا يمكن أن يطلق على اليهودية الإصلاحية  اسم " حركة " بكل ما تتضمن الكلمة من معنى بسبب وجودهم الفاعل وإنتشارهم في العالم وإزدياد أنصارهم باستمرار  ، كما أنهم مؤسسات علمية  وإجتماعية  ، بالإضافة  إلى أن طبيعة  هذه الحركة  تفرض عليها أن تظل نشيطة لا تتوقف عن الحركة ، كذلك كان أقطابها وما يزالون يجتمعون  في مؤتمرات  عامة  صاغت  منطلقاتها  وأكسبت التغييرات   التي جاءت  بها  طابع عقائدي واتجهت العقيدة نفسها .
يتفق المعنى اللغوي للكلمة في اللغة العربية  والإنجليزية  فهو في العبرية  "תנועה" الذي يغير  حركة سياسية  أو اجتماعية أو دينية  من الجذر العبري נוע أي تحرك "2"
ووصفت دائرة  المعارف  العبرية  هذه الحركة  بأنها حركة  إصلاحات תנועת תקונים وهو وصف صحيح يتفق مع ما تم استنتاجه "3" ، ومن المعروف أن الحركة الإصلاحية  هي أحد أنماط الحركات الدينية  .
لو نظرنا لطبيعة الحركات الدينية لأدركنا أن  الحركة  الدينية تنقسم  إلى عدد من  الأشكال  والأنماط الدينية  التي تختلف فيما بينها في الشكل والمضمون والقصد الذي تهدف إليه والغرض الذي نشأت من أجله ، وهذه  الأنماط  نجدها في كل الحركات التي تسعى إلي التغيير دينية أو غير دينية  ويمكن حصرها فيما يلي :
أفكار الإصلاحيين أن ليس  لهم اتجاه سياسي أو أدبي أو أفكارهم ماهي إلا تحديد وتطوير للهوية لتلائم روح العصر لذا لا تكون تياراً .
أنماط الحركات الدينية فيها النمط المحافظ التقليدي والذي لا  يسعى أصحابه  لأحداث أي تغيير في المفاهيم الدينية  الموروثة ، النمط التجديدي ، محاولة شرح  المفاهيم الدينية  بما يلائم  مع طبيعة  العصر وتفسيرها بما يتناسب مع الظروف الزمانية  والمكانية  ، والبحث عن الحلول للمشاكل الناتجة من التفاعل بين الدين والبيئة  ، والنمط الإصلاحي  الإقتراب من العقيدة بقصد تنقيتها واسترجاع باطنها  وإزاحة الغريب الذي دخل عليها  "4" .


1-      حجازي  (محمد فؤاد) التعبير الإجتماعي دائرة  في النظم الإجتماعية  ، مكتبة وهبة ، القاهرة  1974م ،صفحة 63.
2-      سعيف ( ديفيد ) قاموس عبري – عربي اللغة المعاصرة  ، القدس 1985م ، صفحة 1701م .
3-      האנציקלודדיה  הכללית .כרך 21. חשים תשלג 187<
4-      هبة إبراهيم النادي ، اليهودية الإصلاحية وموقفها من إسرائيل والعرب  المسلمين ، مكتبة جزيرة الورد ،ط1، 2010 . صفحة 29-31.
*اليهودية الإصلاحية  إصطلاحاً :

    تعريف الإصلاح إصطلاحاً في اللغة العربية  والتي يطلق عليها Reformation  تعني مرحلة التغيير الديني في أوروبا  في القرن السادس عشر عندما بدأت  البروتستانت في إنشاء  الكنيسة البروتستانتية  ، وقد تم عبرنة هذا المصطلح  إلى רפורמציה " ريفورمت " أصبح شائع الإستخدام بنفس المعنى المحدد  ويطلق على حركة الإصلاح الديني في أوروبا " 1"

لنتحدث قليلاً عن عصر الإصلاح الديني والذي ظهر في القرن السادس عشر بإنجلترا بقيادة  " توماس برايتمان " (1562-1675) ، وفي ألمانيا بقيادة مارتن لوثر ( 1483-1546) ، حيث أدى أفراط الكنيسة  الكاثوليكية في النظام ونهب أموال الولايات الأوروبية وتدخل رجالها في كل شيء الأمر الذي أدى لتحريك الشعوب ومفكريها في مواجهة  تلك السياسيات الظالمة بدأ المصلحون في إنشاء الكنائس البروتستانتية وإنفصالها عن الكنيسة الكاثوليكة في روما وكانت مبادئها مغايرة  للمباديء الكاثوليكية  ، سميت حركة الإصلاح  الديني الأوروبي باسم الحركة البروتستانتية فلم تكون أوروبا قبل حركة  الإصلاح تعتبر اليهود الشعب المختار ولم تكن هناك لو أدنى فكرة في تملك اليهود أرض فلسطين وكنت إسرائيل مجرد اسم ديانة فكانت اليهودية الوحيدة المغايرة للمسيحية ، فكان من الطبيعي أن تجبر اليهود على التنصير بغية  سلام الدولة وإستقرارها ، بدأ اليهود يتعرضون لنوع من الإكراه  ، وبعد ظهور حركة الإصلاح الديني التي سميت بالبعث اليهودي تولدت منها وجهة نظر جديدة وروجت لفكرة اليهودية أمة منفصلة " 2"

اليهودية الإصلاحية حركة يهودية تقدمية تدعو إلى ملائمة الديانة اليهودية مع التطورات العصرية اليبرالية الحديثة ويبرز هنا الإرتباط بين الفكر الإصلاحي المسيحي وبين الفكر الإصلاحي اليهودي الذي قدم فكرة إقامة الحقيقة الدينية على أساس فهم شخصي دون قيود على التغيرات التوراتية وفي دراسة الكتاب المقدس واستنتاج معناه قيام كل منها بترجمة الكتاب المقدس للغات القومية ويجلبها عن كثير من معتقداتهم الدينية  للتكيف مع روح العصر والحداثة الأوروبية .



1-       مصدر سبق ذكره ، هبة إبراهيم النادي،  صفحة 32-33.
2-      مصدر سبق ذكره ، هبة إبراهيم النادي،  صفحة 34-35.

  *نشأت اليهودية الإصلاحية :
أدى حب اليهود الشديد للإنعزال عن الأخرين وتعاليهم عليهم وعدم إختلاطهم بالأخرين وتعصبهم ، أدى لفرض  أوروبا عليهم قانون الأجانب الذي ساهم في عزلتهم تقافياً واقتصادياً وجغرافياً أتاح رقي العلم والثقافة في أوروبا لبعض اليهود أن يأخذوا نصيبهم من العلوم الحديثة  لما مهد لظهور حركة وعي فكري يهودي تسمي الهسكلاة  والذي أنبثقت عنها حركة الإصلاحيين  ،شهد القرن  19 إتجاهين دينيين متنافسين في حياة اليهود الإجتماعية والفكرية  أرتبط الأول بحركة يهودية فكرية تنادي بتخليص اليهود من الظلم باسم  مؤسسة مندلسون  نسبة لقائدها  " موسى مندلسون " 1" دعى للتخلي عن الطقوس الدينية القديمة وقد ترجم مندلسون التوراه للألمانية  مما جعلها تأخذ مكانها في كل بيت يهودي مثقف في أوروبا  بالتزامن ذلك مع إقامة عدد من المدارس  العلمانية قليلة في حارات اليهود في أكبر مدن ألمانيا  ، تزايد عدد اليهود المنشورين سعى اليهود للحصول على مزيد من الثقافة الموجودة حولهم وساهم ترجمة التوراه في إعداد التلاميذ في إستخدام اللغة الألمانية  مما سهل عليهم دراسة الأدب الألماني  والعلوم الدنيوية .
كانت ترجمة التوراه للألمانية هي خطواته الأولى للتثقيف وكان التثقيف  من وجهة نظره أساس معايير وأخلاق وسلوك في الحياة وقد عارض  مندلسون إقتراحاً قدم لدراسة اليهود  مع غير اليهود حتى لا يؤدي  نظام التعليم  لإبادة اليهود ، فأسس  المدرسة اليهودية الحرية في برلين بهدف تدريس مواضيع عصرية وتلمودية فيها ، وقد أحدث هذا التطور ثورة في الحياة الثقافية  اليهودية حتى  سيطر  يهود ألمانيا على الثقافة الألمانية ولم يكن يهدف مندلسون لتدمير أو هدم اليهودية وإنما إصلاحها وإثبات أن اليهودية يمكن أن تلائم العصر .




1-      موسى بن مناحم مندلسون ولد في حارة اليهود " ديسو " عام 1729م أهتم أبوه بتلقي العلم في الدين والتقاليد والشرائع تدرس العهد القديم الجمارا بتفاسيرها وسافر لبرلين ليصبح رئيس الجامعة  الحاخامية طائفية هناك في تبعية مندلسون إلى برلين في سن 14 ، عاش مع أحد الأثرياء وساعدوه على تفسير ما غمض في الفلسفة .



وقد دعى مندلسون للتخلي عن العقائد اليهودية والطقوس الدينية القومية وإنهاء الجيتو ، الذي صنعه اليهود بأنفسهم وتعودوا على ظلامه فأراد  أن يخرج اليهود من الحبس الفكري وأن يعيشون مع غيرهم  على قدم المساواة والفصل بين العقيدة اليهودية والقومية بأعتبار أن اليهودية عقيدة وديانة يجب فصلها عن القومية ، وقد أراد مندلسون أن يحرر الفكر من القيود الدينية ويبقى السلوك  مقيداً بالشريعة اليهودية وقد رأى  الحاخامات المتعصبون في دعوة مندلسون التي تتمثل في تحرير الفكر والقيود الدينية جحود وكفر فمنعوا الحاخامات قراءة ترجمة مندلسون للتوراة الألمانية وأعلنوا أنه  هرطيق ، وبعد خمس سنوات من موته أعلنت الثورة الفرنسية التي نذر حياته عليها لتحقيقها  فقد ألغت كل تمييز عنصري يمارس على اليهود "1".

لقد أتضحت أهم أهداف  حركة الهسكلاة التي قادها مندلسون محاولاً لتحرير الفكر من القيود الدينية أن اليهود دين فقط وليست جنسية ، ويجب على اليهود الأخذ بثقافات ولغات الأمم التي يعيشون فيها بصفة مؤقتة حتى يصبحوا مواطنين صالحين ، وسعى لإزالة الحواجز التي صنعها اليهود حول أنفسهم ( الجيتو) والإندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها ولو بصفة مؤقتة "2"

أما بالنسة للإتجاه الثاني الذي يمثل نزعة نحو التمسك الصارم بحرقية التعاليم الدينية التوراتية القديمة  وشعائرها  الجامدة والحفاظ على إنعزالية  اليهود ضمن  الجيتو بإنتصار المسيح المخلص الذي سيقود اليهود إلى أرض الميعاد  في فلسطين ، وقد سمي تيار مندلسون التيار الغربي نظراً لإنتشاره بين يهود غرب أوروبا ، وأطلق على الإتجاه الثاني اسم التيار الشرقي نسبة إلى شطر أوروبا الشرقي "3"





1-      غارودي (روجين) ، فلسطين أرض الرسالات السماوية  ، ترجمة قصي أناسي ، ميشيل والجيم ، ط1 ، دار طلاس ، دمشق 1991م، صفحة 61.
2-      مرجع سبق ذكره ، هبة إبراهيم الناي ، صفحة 35 .
3-      حيدر ، (لطف الله )، جريدة البيان ، 2003، عدد 252.


انتصر الإتجاه الأول على الشطر الثاني وألغي الجيتو وذلك بفضل نابليون تمنى اليهود الحصول على حقوقهم  الحديثة خصوصاً في ظل التحدي الذي كانوا فيه  بين اليهوية  اليهودية والدين اليهودي كان لا بد لهم أن يضعوا قانون يوحد بينهم ويميزهم عن بقية يهود العالم ويساويهم مع الأخرين فوجدوا أنهم بحاجة  لإعادة تعريف أنفسهم ومعتقداتهم ، بدأ ذلك بشكل عشوائي لكنهم عورضوا  ليس من أغلبيه اليهود بل ومن الحكومات أيضاً "1"
عرف اليهود الأوروبيون لأول مرة كمواطنين في البلدات التي عاشوا فيعا واستقر  العديد من اليهود خارج  المناطق اليهودية وبدأو بالعيش كجيران  ويتكلمون لغة الأرض  التي يعيشون فيها ويذهبون إلى المدراس العامة والجامعات ، وبعد هزيمة نابليون 1815م  زالت الوعود والتعهدات وفقد اليهود حقوق المواطنة في العديد من البلدات وأعتنق بعض اليهود المسيحية للأحتفاظ بتلك الحقوق فأثارت تلك التغييرات خلق زعماء اليهود وأدركوا أن هذه التغيرات لم تحدث بسبب كراهيتهم للدين اليهودي وإنما الحصول على وضع أفضل في الدول الأوروبية  ، إلا أن الحاخامات حاولوا بشتى الطرق إبعاد اليهود عن المسيحين وترك مدارسهم العامة وجامعاتهم لكن دون فائدة " 2"
من هنا بدأ الحاخامات الإصلاحيون بفرض  بعض الإقتراحات لجذب اليهود منهم الحاخام ليوبولد زونز الذي إقترح دراسة اليهود لتاريخهم وإنجازاتهم .
كما نجح الحاخامت في إقناع الحكومة في إغلاق المعبد اليهودي ، وبعد فترة قليلة من إغلاق المعبد بدأ الحاخام " أفراهام جايجر " في دراسة التاريخ اليهودي وأكتشف أن الحياة اليهودية تتغير بشكل مستمر بين الحين والأخر وهناك ممارسات قديمة ميزت وتقدمت عليها ممارسات جديدة ، أدت إلى أختلاف الحياة اليهودية عن الحياة التي عاشوها من ألفي عام أو حتى قبل أربعة الآف عام  ، هذه التغيرات  جعلت الأمر أكثر سهولة  على اليهود في العيش  وفقاً لليهودية الإصلاحية التالي :
يعود سبب نشأت اليهودية الإصلاحية للإستجابة للحقوق التي منحتها الثورة الفرنسية والفرص التي سمحت لليهود للإشتراك في المجتمع الأوروبي ورأى بعض الإصلاحين  أنع على اليهود أن يدخلوا بعض الإصلاحات على اليهودية لتغيير بعض العادات والتقاليد اليهودية مواجهة التحديات التي يفرضها العصر الذي يعيشه اليهود .

1-      المسيري ، موسوعة اليهود واليهودية  والصهيونية ، ج3،صفحة 63.
2-      المصدر من شاماس بتاريخ 1/10/2007م
http://jewish virtuabibrary .org/jsoarce/judaism/the-orgihes-of/judaism-html



كما يرى بعض الباحثين أن اليهودية الإصلاحية تاثرت بحركة الإصلاح الديني البروتستانتي في تهميشهم لدور الكتاب المقدس حسب حداثة العصر دون الحاجة لدور القساوسة والبابوات "1"

وتكمن أهمية حركة الإصلاح اليهودي في تمهيدها للأفكار الصهوينة عن طريق الأمة اليهودية والبعث  اليهودي وكون فلسطين وطناً لليهود وقد رسخت هذه المعتقدات  حتى أصبحت جزء من طقوس الكنيسة من ثم شاركت في الحياة الثقافية اليومية وتحولت العقيدة إلى أيديلوجية سياسية للغرب المعاصر .

يرى د . ظاظا أن اليهودية الإصلاحية نشأت عندما ظهر اليهود الحسديم "2" الذين وصلوا بالهوية  المظلمة ربيبة الجيتو إلى أقصر درجات التعلق بالبدع والخرافات وأدعاء فعل الخوارق والمعجزات .انتعشت الحركة الحسيدية في أوروبا الشرقية وخاصة في المناطق الريفية منها كان مؤسسها "بعل شيم طوف " وينص فكر الحركة على أن الله ليس في حاجة إلى المعابد وأن المعبد  هو داخل القلب المخلص وأن صلاة الإنسان لاتحتاج إلى أقوال وأفعال وإنما هي سمو الفكر والتركيز في الخالق .







1-      المسيري ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية   مرجع سبق ذكره ، صفحة 370.
2-      أنتعشت الحركة الحسيدية في أوروبا الشرقية وخاصة في المناطق الريفية  منها كان مؤسسها " بعل شيم طوف " وينص فكر الحركة  على أن الله ليس في حاجة إلى المعابد وأن المعبد هو داخل القلب المخلص وأن صلاة الإنسان لاتحتاج إلى أقوال وأفعال إنما هي سمو الفكر والتركيز في  الخالق .  


لذا جاءت  الإصلاحية لتغير تلك المفاهيم وتصلح ما وصل إليه الدين اليهودي من براثن الصهيونية "1" ولإنقاذ اليهود من القيود التي كانوا يعانوون من وطأتها طوال القرون السابقة وتحريكهم وتمكينهم من حقوقهم المدنية  في الوقت الذي كادت تسيطر فيه الفرق الحسيدية على أرواح اليهود في أوروبا الشرقية وجزء من أوروبا الغربية  ، كان رقي الثقافة والعلم في أوروبا وظهور القوميات المستقلة وتألق الحريات الفردية وحقوق الإنسان  وهو ما أتااح  لبعض الشباب  اليهود أن يأخذوا نصيباً من العلوم الحديثة وأن يدخلوا أبواب المعرفة  نحو وعي أكثر رصانة من الإنعزالية اليهودية وكانت طلائع  ذلك في حركة الوعي الفكري اليهودي التي عاصرت الحسيدية والتي كانت تسمى الهسكلاة "2"

ولما كانت الإصلاحية  قامت كرد فعل طبيعي لقرون التزمت فإن أصحابها كرهوا المشناه والتلمود مثلهم مثل السامريين "3" والصدوقيين والقرآنينن  والدونمة وجعلوا منبع التشريع لهم الكتاب المقدس وكان عدوهم اللدود هو كتاب " شولخان عاروخ "  الذي جمع فيه الرابي " يوسف كارو " (1488-1575) الشرائع والأحكام والعادات والتعريفات الواردة في المشناه والتلمود والذي يعتمد عليه بعض  اليهود ويعتبره الإصلاحيون رمز للجمود والتأخر وعقبة في طريق التقدم الإنساني على الرغم أنه لايزال من أهم المصادر المؤسسة للأرثوذكسية التي تفسر الشريعة اليهودية بما فيها إسرائيل وخارجها من هنا كان سبب جمودها "4"  

 ويرجع أحد الباحثين سبب النشأة إلى أزمة اليهودية في التكيف مع الأوضاع الجديدة التي نشأت في المجتمع الغربي ، إبتداء من التوراه التجارية واستمرت حتى الثورة الصناعية ، وبعدها ثم واجهت أزمة حادة مع تصاعد معدلات العلمنة ، وقد أدى سقوط الجيتو وأندماج اليهود في المجتمعات الأخرى سياسياً وأقتصادياً وثقافياً وظهرت اليهودية الإصلاحية إستجابة اليهود من هذه الأوضاع .


1-      ظاظا (حسن ) ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 313 .
2-      ظاظا(حسن )، مرجع سبق ذكره ، صفحة 313.
3-      السامريين : من بلدة السامرة وتعني حفظة الشريعة  الكتاب المقدس عندهم هو أسفار موسى الخمسة ولغتهم العبرية السامرية ويحتفلون بالأعياد اليهودية بتقويم خاص بهم ويعدون أصغر جماعة دينية في العالم  ، ويكفرون المجتمع الإسرائيلي الديني  كما أن باقي الطوائف اليهودية تكفرهم .
4-      المسيري ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 370.

وهناك من يقول أن أسباب النشأة تعود للشكوك حول النص الديني وكثرة تناقضاته بحيث يمكن لكل فرد أن يجد مستنداً لفكرته ومايراه بعض المفكرين  وأن التشريعات هي لزمانها ومكانها فقط ، ولا يتفق البعض أن الإصلاحية جاءت رد على العقيدة الأرثوذكسية لتشددها في أداء ستمائة  وثلاثة عشر فريضة  (الهلاخا) وكافة أمور الحياة من طعام وشراب إلى النظافة والعبادة ، جاء دعاة الحركة  الإصلاحية لؤكدوا أن اليهود توسعوا في الأرض ليحفظوا رسالتهم بين البشر  وأن النفي وسيلة لتقريبهم من الأخرين وليس عزلهم "1"، وضرورة  التخلي عن العنصرية  عند المطالبة بالحقوق المدنية  ، ويحاول الإصلاحيون دائماً التأكيد على أن الإصلاح الديني موجود في الهوية  منذ البداية  وأن الأنبياء أنتقدوا الأعراف الدينية  السائدة وأن العلماء المتأخرين  كانوا يرغبون بتغيير العقائد السائدة ، لكن هذه الرغبة  أنسحقت تحت وطأت الإضطهاد والعزلة ومع ذلك تقوضت أركان هذا الوضع  اليهودي في العصر الوسيط .

يمكن القول أن الحركات الإصلاحية ظهرت لمواجهة تحديات العصر ولكي تجاري العيش مع المجتمعات في فترة الإصلاح الديني التي ظهرت في نفس الفترة  التي ظهر فيها الإصلاح اليهودي كرد قعل طبيعي لما لاقته  من جمود وتأخر الأحكام والشرائع اليهودية بعيدة عن  التقدم  لذا أرادوا الإندماج مع المجتمعات الغربية  والمطالبة بحقوقهم الحديثة وبدأت تطور نفسها " 2"

*تطور اليهودية الإصلاحية :
بعد موت مندلسون جاء ( ديفيدفرايدلاندر) أكثرتلامذته إخلاصاً لدعوته والذي يعتبر المؤسس الحقيقي لحركة الإصلاح في ألمانيا فهو المسؤول عن بناء قواعدها ثم حمل فريدلاندر لواء التطرف حتى أنه طلب من الكنيسة  المسيحية في برلين السماح له ولمؤيديه بالإشتراك في المراسم الكثيفة شرط أن يعفو عن القول بألوهية المسيح وممارسة الطقوس الدينية التي هي من لوازم العقيدة المسيحية وكان طبيعاً أن ترد الكنيسة طلب الذي تضمن ردة مشروطة عن اليهودية "3" .

1-      هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة  53.
2-      هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة  53-54.
3-      عبد المجيد (محمد بحر ) ،مرجع سابق  صفحة 194.




وتسببت عقيدته اليهودية إثارة بعض المشاكل مما دفعه لتطوير اليهودية وفق منهج قصد به إسقاط كل الخصائص القومية  عن اليهودية والتي أعتقد أنها تعوق قيام علاقة سوية   بين اليهود ومواطنيهم  من رعايا الدول التي يقيمون فيها ، وعلى الرغم  من إجتماع عدد قليل  من المناصر ين المخلصين حول ( فريد لاندر )لم يجرؤ أحد على نقل دعوته إلى واقع الحياة العملية "1"

عام 1810م أنشأ إسرائيل يعقوبسون (1768-1828) أول معبد للإصلاحيين في سيسن برنزويك  بجهده وماله وقد أدت الصلوات والطقوس في هذا الهيكل   لأول مرة  وفق صيغ المسيحية  وتقاليدها الكنسية  وسمي بالهيكل وكان هذا الاسم مخصصاً للهيكل في أورشيلم "2" .

ومع مرور الأيام قويت شوكة الإصلاحيين بنوا معبداً أخر في همبورغ مع الإحتدام على إجراء تحويرات جوهرية  في صيغ الصلوات ومضامينها القومية .

وقد رأى اليهود الإصلاحيون في مؤتمر فرانيسيكو 1976م  أن الحركة في نمو مستعمرة  وقرروا مزج  الموروث الديني مع الثقافة  الحديثة  بشكل جماعي جمالي معاصر ويجب الإستمرار في  هذا التغيير  لكي  يصبح حقيقة  وواقع ، ووحد الإصلاحيون أن الثقافة  الغربية  بها فراغ روحي لذلك أرادوا  إعادة نحو تعليم اليهودية الصحيحة لبناء الشعب اليهودي والوصول للعصر المشيحاني . "3"




1-    هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 55.
2-    عبد المجيد (محمد بحر) ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 195.
3-    هبة ابراهيم الناي مرجع سبق ذكره ، صفحة 56.


*أماكن تواجدها وأنتشارها :
نبتت  هذه الحركة في ألماينا وأنطلقت منها لإنجلترا ثم أمريكا وكثر أنصارها وقد دعت لأعتبار  اليهودية  عقيدة خالصة لايشوبها أي عنصر قومي أو سياسي تهدف لتطهير الدين من الشوائب وتشجيع عملية إندماج اليهود وإنصهارهم في المجتمعات الأوروبية   لأن اليهود ينتمون لطائفة  دينية  وليسوا أمة قومية  "1" ظهرت هذه الحركة في تحديداً في ألمانيا فرانكفورت  برلين برسلاو بعد عام 1840م  ظهرت جماعات علمانية  تطالب بإصلاحات  أكثر رايديكالية وكانت عاقدة العزم على إزالة  الرموز القومية  من اليهودية  واستبدالها بدين عالمي لترسيخ الفهم الإنساني للتوراة العبرانية   مستبعدة التقليد الحاخامي اللاحق .
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحول مركز الحركة للولايات المتحدة معتمدة على فكر الحركة كما كانت بألمانيا وقد أخذت   اليهودية الإصلاحية في ألمانيا شكلاً عرفياً تحت اسم " اليهودية اليبرالية "  والتي كسبت بجانبها بسرعة غالبية  اليهود الألمان  وفي عام  1908م  تم تأسيس  إتحاد دائم للحاخاميين  الليبرالين  ثم ظهر كتاب الصلاة الخاص بالجماعة 1929م .
انتشر الفكر الإصلاحي في ألمانيا ، بعض الجماعات في فينا ثم المجر وهولندا وروسيا مع المهاجرين اليهود الألمان ، وتوحد  جماعة  يهودية إصلاحية  الآن مقرها في موسكو وأنجلترا لليهود  البريطانين  وأمتد الخط الإصلاحي لكافة  أرجاء إنجلترا  ، وكذلك في فرنسا والذي  نشأ بعد فصل  الكنيسة عن الدولة  1905م أما بالنسبة للولايات المتحدة  فقد وصلت  الحركة إلى قمم نجاحها بسبب عدم معارضة   اليهود الأرثوذكس من قبل السلطات وأنتشرت اليهودية الإصلاحية  في روسيا وتم أعتبارها مذهب يهودي فإنها صيغة مخففة  من العقيدة اليهودية التي تناسب تماماً يهود روسيا وأكورانيا وروسيا البيضاء  ممن يودون التمسك بيهوديتهم ، وإظهارها والإعلان عنها حتى يتسنى لهم الهجرة  إلى إسرائيل لكنهم في نفس الوقت لايريدون البعد عن الرفاهية  التي يعيشون فيها في بلادهم أو إقامة الدولة اليهودية الإصلاحية التي تحقق لهم كل هذا  نظراً لتكيفها مع روح العصر "2 "





1-      رزوق  ، (أسعد ) نظرة في أحزاب إسرائيل ، منظمة التحرير الفلسطينية ، مركز الأبحاث ، بيروت ،1966، صفحة 43.
2-      المسيري ، موسوعة اليهود واليهودية ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 371.


بدأت الهجرة اليهودية  الإصلاحية  في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي في مؤتمر كولومبوس 1937م تفقد تماثلها مع اليهود الألمان المهاجرين  إلى الولايات المتحدة وصار الحاخامات العلمانيون على حد سواء  يتوافدون  إلى هذه الجماعة  من خلفية  أوروبية  شرقية  شرقية  خلقت مذابح اليهود في ألمانيا النازية  روابط أكثر قوة بين  اليهود وبدأت اليهودية الإصلاحية عملية  تحول تدريجية  دمجت عناصر أثنية  وطقسية  أكثر من قوة من السابق  وأخيراً صارت المرحلة الأولى  تسمى اليهودية الإصلاحية  الكلاسيكية  أما المرحلة الثانية  تسمى اليهودية الإصلاحية  المتصهينة "1"
يمكن القول إن الإصلاحيين لم يكفوا جهداً بعد أن رأو أن الحركة الإصلاحية نوراً يخرجهم من ظلمات الجيتو ووجدوا في الحركة نوعاً من الحرية  ووجدوا جو طليق في العبادات والطقوس لم يكونوا قد ألفوها من قبل  ، فالقيود التي قيدتهم بها الطبيعة اليهودية الصارمة  تغيرت حسب أهوائهم وأصبحوا  قادرين على ممارسة  شعائرهم حسب طبيعة أوطانهم يعيشون مما يسبب في سرعة  إنتشار الحركة الإصلاحية في أغلب الدول الأوروبية  الأسيوية  الأمريكية  خاصة  في تلك الفترة كانت حركة الإصلاح البروتستانتي قد ظهرت  في هذه الدول  بالتالي أراد اليهودي العيش في نمط قريب  من جار له أو زميل له أو صديق دون تقييد بطعام أو شراب "2"
يمكن الحديث سريعاً عن موقف الإصلاحيين من التوراه  حيث تدعي أن التوراه كتاب بشري يمكن تغيير حسب حداثة   العصور وأن خلق التوراه لم يتوقف الإبداع اليهودي لن ينتهي بل سيزيد إلى وقتنا الحالي وينهوا ما جاء به الغير  في أن الوحي جاء وأنتهى  أمره في الكتاب المقدس "3" ووفقاً لرأي بعض  اليهود الإصلاحيين فإن العقل البشري وحده هو الذي به صلاحية  تفسير  وفهم كل الحقائق  الدينية  "4" ويلاحظ من اليهودية الإصلاحية  أنها تريد نزع القداسة  عن كثير من المعتقدات الدينية  اليهودية  ووضعها في إطار  تاريخي لذلك عدل الإصلاحيين فكرة التوراه فهي بالنسبة للأرثوذكس كلام الإله أرسله حرف وأوحى بها إلى موسى  ثم إلى الأنبياء وبالنسبة للإصلاحيين فهي نصوص أو وحي الله بها للعبرانين الأولين لذا يجب إحترامها  إن تكيفت مع العصور المختلفة  " 5".


1-      هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 59.
2-      هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 60.
3-      هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 109.
4-      The jewish encyclopedia .op.citp.350.
5-      هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 115.

*العقائد الدينية  عن الإصلاحيين اليهود :
أجرت اليهودية الإصلاحية  إنقلاب على العقيدة اليهودية  ويتشابه ذلك مع بداية  الفكر القرائي والإصلاحيات العقائدية  أهم ما يميز هذا الفكر هو نظرته للأخرين بالجويم "גוים""1" أي الأغيار  وغير اليهود ومساواتهم لليهود وعدم الإقلال من شأنهم مع الأعتراف بحقهم في المشاركة  الفكرية  والعقائدية  كاعترافهم بالمسيحية  والإسلام في بناء الحضارة  العالمية  الأخلاقية  "2"
اليهود المتدينيون يرون أن التاريخ اليهودي نتيجة علاقة  الجماعات اليهودية  بالآلهة إستناداً إلى عقيدة  العهد والأخيار والخلاص  لكن الإصلاحية  نفت لأن التاريخ  في أعتقادها  حرف وشوه ، فكانت لهم آراء مغايرة  للعقيدة اليهودية  حتى  تعريفهم للألوهية ، وعقيدة  الخلاص م فحاولت تحرير اليهود من أساطير " الوعد الإلهي " شعب الله المختار  ووحدة الأرض ، والشعب ، والأماكن المقدسة  .
بالنسبة  لمفهوم الألوهية  عند الإصلاحيين يتمثل في :
تؤكد اليهودية الإصلاحية  على وحدانية الله  بينما قد تختلف في فهمها للوجود الإلهي بالرغم أنه ليس لدى الإصلاح قائمة حماية  للمبادىء الجوهرية  إلا أن  مبدأ الإيمان بالله التوحيد "שמע" "3" وهو ما يميز كثيراً من حركات الإصلاح .
*أما بالنسبة لعقيدة الخلاص عند اليهودية  الإصلاحية  :
هاجم دعاة  التنوير لفكرة أنتظار المسيح الذي سيأتي بالخلاص  ونادوا بأن على اليهود أن يحصلو على الخلاص بأنفسهم وقد زالت هذه الدعوة  الحاجز الوجداني الذي كان يقف بين اليهود المتدين والصهيونية  إذا أصبح من الممكن العودة لفلسطين   دون إنتظار قدوم المسيح  وأصبح الخلاص هو إنتشار  العقل والعدالة  بين اليهود المتدين والصهيونية إذا أصبح ممكن العودة لفلسطين دون إنتظار  قدوم المسيح وأصبح الخلاص هو أنتشار العقل  والعدالة بين الشعوب غير اليهودية وليس بالضرورة مرهوناَ بالعودة إلى إرض الميعاد ، فالواضح تأثر الفكر اليهودي الإصلاحي بحركة الهسكلاة والفكر المسيحي الذي يرى العهد بين الرب والإنسانية  ، يتجاوز العهد القديم كما ان العهد الجديد يرى أن المسيح عيسى عليه السلام هو المخلص للبشر أجمعين وأن الخلاص سيأخذ صورة مجتمع السلام المسيحي العالمي أي أن الأفكار المسيحية الإنسانية  ساعدت الإصلاحيين على تخليص التراث اليهودي من قبيلته وتاريخه ومكنتهم من طرح رؤى إنسانية  لأن اليهودية الإصلاحية تمكنت من أن تنفتح على التراث الإنساني بدلاً أن تدور داخل التراث اليهودي  التقليدي "4"
1-     مسبة تلاحق اليهودي الذي تعدى حدود الدين .
2-     عبد الظاهر ،( محمد سعيد )، إسرائيل من الداخل ، صفحة 295.
3-     الشماع هو آية التوحيد عند اليهود يقرأ في الصلاة اليهودية  وتعني في العبودية العبرية  اسمع ومنطق العبارة " שמע ישראל היאל הינו האחד " إسمع إسرائيل : الرب الهنا رب واحد " .
4-     هبة ابراهيم الناي ، مرجع سبق ذكره ، صفحة 132


*استنتاجات :
1-    تؤكد الإصلاحية على ضرورة إدخال تفسيرات جديدة على  النصوص المقدسة ومجارات العصر الحديث والتكيف معه حتى وإن كان مشرعها هو الله .
2-    تختلف الآاراء بين صفوف الإصلاحيين تحت شعار الإصلاح  والدعوة لتطوير الوحي .
3-    يؤكد الإصلاحيون بأن العصر الحديث هو عصر الثقافة  العالمية والفكر وعصر أقتراب تحقيق حلم إسرائيل الخلاصي ولذلك فقد مرت عقيدة ظهور المسيح الذي بشر  بدعتهم المقدسة إلى أنها رمز لإقامة مملكة الحق والعدل والسلام بين البشر .
4-    رفض الإصلاحيون فكرة الخلاص وعودة المسيح وكل ما يتعلق بالمظاهر الدينية  فيعني لهم الخلاص في الدنيا الحصول على المساواة في الحقوق المدنية  ولاضرورة  لربط ذلك بفلسطين " كأرض الميعاد " .
5-    ينادي الإصلاحيون بحذف كل الإشارات إلى خصوصية الشعب  اليهودي في كل طقوس الدين وآدابه .
6-    صرف الإصلاحيون النظر من إعادة بناء الهيكل في أورشليم بالذات من هنا فقد جعلوا كل معابدهم في أي مكان يطلق عليه اسم الهيكل ينمو ولاء اليهود الإصلاحيين للأوطان التي يعيشون فيها .











*المراجع :
الكتب :
1-    إبراهيم( مصطفى وأخرون )، المعجم الوسيط ،ج1،ط3،إصدار مجمع اللغة العربية  القاهرة.
2-    الكيالي (عبد الوهاب )موسوعة  السياسة  ، ج2،ط3،المؤسسة  العربية للدراسات والنشر ، بيروت 1991م .
3-      المسيري ، موسوعة اليهود واليهودية  والصهيونية ، ج3.
4-      حجازي  (محمد فؤاد) التعبير الإجتماعي دائرة  في النظم الإجتماعية  ، مكتبة وهبة ، القاهرة  1974م .
5-      حسن ،( محمد خليفة ) الجركة الصهيونية  ، ط1، دار الثقافة  العربية  ، القاهرة  2002.
6-      رزوق  ، (أسعد ) نظرة في أحزاب إسرائيل ، منظمة التحرير الفلسطينية ، مركز الأبحاث ، بيروت ،1966.
7-      سعيف ( ديفيد ) قاموس عبري – عربي اللغة المعاصرة  ، القدس 1985م .
8-      عبد الظاهر ،( محمد سعيد )، إسرائيل من الداخل.
9-      مارشال (جوردن )،موسوعة علم الإجتماع ، ترجمة محمد الجوهري وأخرون ، المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة  2005.
10-  هبة إبراهيم النادي ، اليهودية الإصلاحية وموقفها من إسرائيل والعرب  المسلمين ، مكتبة جزيرة الورد ،ط1، 2010 .
المواقع :
1-      האנציקלודדיה  הכללית .
2-      المصدر من شاماس بتاريخ 1/10/2007م
http://jewish virtuabibrary .org/jsoarce/judaism/the-orgihes-of/judaism-html