الثلاثاء، أبريل 23، 2013

مراسلات هرتسل مع السلطان عبد الحميد .



يعتبر الصراع اليهودي مع السلطان عبد الحميد من أهم الأحداث التي مرت في تاريخ حكم السلطان عبد الحميد ، فالعداء اليهودي للإسلام وجذوره إلى ظهور الإسلام ، منذ أن أنتصر الإسلام  وأجلاهم رسول الله عن المدينة المنورة  لخيانتهم المتكررة وعداواتهم ومن ثم عن سائر  الجزيرة  العربية  في عهد عمر بن الخطاب ، (1)، كانت بداية دخول الحكم العثماني لبلاد الشام بعد معركة مرج دابق سنة 1516م حيث دخل السلطان سليم البلاد الشامية كلها دون مقاومة تذكر،(2)يهود الدونمة : مصطلح أطلق  منذ القرن  السابع عشر  على اليهود الذين يعيشون في المدن الإسلامية وأطلق العثمانيون  اسم الدونمة على اليهود لغرض بيان وتوضيح العودة من اليهودية إلى الإسلام ، ثم أصبح علماً على فئة من يهود الأندلس الي لجأوا إلى  الدولة العثمانية  وتظاهروا  بإعتناق العقيدة  الإسلامية  ، يعود الأساس  لتأسيس  هذه الفرقة  هي  شبتاي زيفي الذي ادعى أنه المسيح المنتظر  في القرن  السابع عشر  حكم على شبتاي زيفي بالسجن من الحكومات  العثمانية  ، عرض عليه الإسلام  مقابل  الإفراج عنه  قبل الإسلام ، لكنه خرج يخفي الكفر ويظهر الإسلام وأخذ يدعوا اليهود والإيمان به ، حتى قبض عليه  مرة أخرى  وتم نفيه إلى مدينة  في ألبانيا ، ويعتبر شبتاي أول يهودي بشر بعودة بني إسرائيل إلى فلسطين وفي حقيقة الأمر عدت حركة زيفي حركة سياسية ضد سلطة الدولة العثمانية  أكبر من عودتها حركة دينية، وقد أسهمت هذه الطائفة في هدم القيم الإسلامية  في المجتمع العثماني، وعملت على نشر الإلحاد والأفكار الغربية  والماسونية  والدعوة لهتك حجاب بالمرآة ، وقام يهود الدونمة بدور فعال  في نصرة القوى  المعادية  للسلطان عبد الحميد ، ونتيجة  لموقف عبد الحميد من يهود الونمة قاموا بنشر الشقاق  والتمرد في الدولة العثمانية بين صفوف  الجيش ، وكانت الغاية  تحقيق  المشروع الإستيطاني الصهيوني بإستيطان فلسطين وكان يهود الدونما يشكلون اللبنة الأولى لتنفيذ المخططات اليهودية العالمية (3)، إستطاع تيودر هرتزل زعيم الحركة الصهيونية العالمية  أن يحصل على تأييد أوروبي للمسألة اليهودية من ألمانيا وبريطانية وفرنسا ، وجعل من هذه الدول قوة ضغط على الحكومة العثمانية  تمهيداً لمقابلة السلطان وطلب فلسطين منه ، في ذلك الوقت كانت الدولة العثمانية  تعاني  من مشكلة  مادية  متعددة   ، وكانت الأوضاع  الإقتصادية  سيئة للغاية  حيث  فرضت  لدول الأوروبية  الدائنة وجود بعثة مالية  أوروبية  في تركيا  العثمانية  للإشراف  على أوضاعهم  الإقتصادية  ضماناً لديونها ، مما دفع بالسلطان عبد الحميد أن يجد حل لهذه المشكلة  ، ففكر هرتزل بذكاء وأتضح له أن هذه هي الثغرة الوحيدة أماه حتى يؤثر  على سياسة  عبد الحميد تجاه اليهود (4)، أجرى هرتزل أتصالات مكثفة  مع مسؤولين  في ألمانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وإنجلترا بهدف  إجراء حوار  مع بعد الحميد الثاني  وقد تصبح (لاندو ) منذ 1896م والصديق اليهودي لهرتزل أن يقوم بواسطة  صديقة نيولنسكي رئيس تحرير " بريد الشرق " ويقول هرتزل في هذا المجال  " إن نحن حصلنا على فلسطين  سندفع لتركيا كثيراً ، أو سنقدم  عطايا كثيرة  لمن يتوسط لنا ، ومقابل  هذا  نحن  مستعدون  أن نسوي أوضاع تركيا إلى جنة  ، سنأخذ الأراضي  التي يمتلكها السلطان ضمن القانون المدني ضع انه ربما لم يكن هنالك فرق  بين السلطة  الملكية والممتلكات الخاصة  " ، زار هرتسل  القسطنطينية  برفقة نيولنسكي 1896م  الذي  كانت له علاقات  ودية  مع السلطان عبد الحميد  ، قد نقل  نيولنسكي أراء هرتزل إلى قصر  مليرز ودارت  محاورات  بين الأخير  والسلطان عبد الحميد وكان جواب السلطان بأسئلة  رد بها على  نيولنسكي بأن هل  بإمكان اليهود أن يستوا في مقاطعة  أخرى غير فلسطين  ، كانت إجابة  نيولنسكي أن فلسطين  هي المهد الأول لليهود وعليه فإن الديانات الأخرى  فكان رد  نيولنسكي أن في حال عدم إستراجاع فلسطين  من قبل  اليهود فإنهم سوف يحاولون الذهاب وبكل بساطة  إلى الأرجنتين  ، رد السلطان على هرتزل برسالة  بواسطة  صديقة ليولنسكي جاء فيها " أنصح صديقك هرتزل ألا يتخذ خطوات ...." (5)،بعد إخفاق جهود هرتزل ووساطة نيولنكسي ، إتجه هرتزل لقصر وليم الثاني إمبراطور ألمانيا ، رغم أنه كان صديق لعبد الحميد الثاني بإضافة  لأنه الحليف الوحيد للعثمانين في أوروبا ، إلا أن كل المساعي لم تكلل بالنجاح ، وعندما خاب هرتزل في مسعاه إشتد العداء ضدد يلدز وهذا ماكان يتوقعه عبد الحميد ، لأن اليهود قوم يتقنون العمل المنظم ، كانت لديهم قوى  عديدة تضمن لهم النجاح في مسعاهم فالمال متوفر وكانوا يسيطرون على أهم العلاقات  التجارية  الدولية  ، وكانت  صحافة اوروبا في قبضتهم ، فكان في مقدورهم إطلاق  العواصف التي يريدونها لدى الرأي العام متى شاؤوا ، ويقول المؤرخ  التركي قائلاً بلإضافة  لكلامه ما سبق أن  اليهود بدأو أولاً بتحريك الصحافة ثم توحيد أعداء السلطان عبد الحميد (6)، بعد هذا  الإخفاق  الكبير  الذي واجهه هرتزل ، قرر أن يستخدم وسائل أخرى لأستمالة  عبد الحميد حيث عرض نفسه عن طريق  نيولنسكي خدمته بواسطة القضية  الأرمنية  ويقول هرتزل في هذا  الصدد " أن السلطان عبد الحميد طلب من هرتزل أن يؤثر على  الصحف  الأوربية  بغية  التحدث عن القضية  الأرمنية  بلهجة أقل عداء للأتراك وأصر هرتزل على القيام بالمهمة  ضدد السلطان عبد الحميد " ، على هذا  الأساس  فقد نشطت الدبلوماسية  الصهيونية  لإقناع الأرمن بالتخلي عن ثورتهم  ونتيجة  لذلك فقد أتصل هرتزل مع سالزبوري والمسؤوولين الإنجليز بغية إستخدامهم للضغط على الأرمن  كما نشط اليهود في مدن أوربية  أخرى مثل فرنسا للقيام  بنفس الدور ، إلا أن دبلوماسية هرتزل قد أخفقت بسبب عدم تحمس بريطانية  ، لأن  ذلك كان يعني تأييد سياسية عبد الحميد ، الأمر الذي  يؤدي في إثارة الرأي العاك البريطاني ضدد الحكومة ، قد حاول هرتزل لقاء عبد الحميد الثاني ولا سيما أثناء الزيارة  الثانية  للإمبراطور  وليم الثاني إلى القسطنطينية ، إلا أن موظفي يلدز  منعوه  من ذلك ، واستمر  هرتزل في محاولاته المستمرة حتى تكللت جهوده بالنجاح  بعد سنتين  1899-1901م من الإحتكاك المباشر  مع الموظفين  الكبار  لقصر  يلدرز من مقابلة  عبد الحميد  حيث قال السلطان ولمدة  ساعتين  لقاء السماح بالإستيطان في فلسطين  (7)، بالإضافة  إلى ذلك  قد أكد عبد الحميد أنه سوف يخفف الديون العامة  للدولة  العثمانية  وذلك منذ عام 1881م  وقد وعد هرتزل عبد الحميد  خلال مقابلته مع هرتزل مستمعاً أكثر منه متكلماً كان يرغب لهرتزل في الكلام  كي يدفعه  أن يتحدث بكل ما يخطر في مخيلته من أفكار  ومشروعات  ومطالب ، وقد أدى  هذا  الإجراء إن يعتقد هرتزل بأنه نجح في مهمته لكنه أدرك في النهاية  أنه أخفق  مع  عبد الحميد وأنه يسير في طريق مسدود ، بعد إخفاق  جهود هرتزل عند عبد الحميد تحدث هرتزل " أنه في حالة منح فلسطين  لليهود سيأخذوا على عاتقهم  تنظيم الأوضاع  المالية  وأنهم سوف  يبنوا حضارة  ضدد التخلف ، وفي حقيقة  الأمر كان السلطان عبد الحميد يرى أنه من الضروري عدم توطين اليهود في فلسطين  حتى يختفي العنصر العربي بتفوقه ، ويجب أن نصرف النظر عن فكرة  توطين المهاجرين  في  فلسطين  وإلا فأن اليهود إذا أستوطنوا أرضاً تملكوا كافة قدراتها خلال وقت  قصير  ولذا نكون قد حكمنا على إخوناا في الدين بالموت المحتم  ، وكانت  الدولة العثمانية  تسعى  لإبعاد اليهود العثمانين  عن أفكار  هرتزل والحركة الصهيونية  ورغم ذلك كانت تستخدم لغة التهديد معهم (8)، على الرغم من إخفاق  جهود هرتزل عن السلطان عبد الحميد كتب هرتزل قائلاً " يجب تملك الأرض بواسطة  اليهود بطريقة  تدريجية  وأن الحاجة لإستخدام العنف  تحاول ان تشجع الفقراء من السكان  الأصليين على  النزوح إلى البلدان  المجاورة  لتأمين أعمال لهم  هناك مع خطر تشغيلهم  في بلدنا ، إن الإستيلاء على الأرض يتم  بواسطة  العملاء السريين  للشركة  اليهودية  بالإشراف على التجارة  في بيع العقارات  وشرائها على أن يقتصر بيعها على اليهود وحدهم "،وكتب هرتزل " على ضوء حديثه مع السلطان عبد الحميد أنه لايمكن الإستفادة  من تركيا  إلا إذا  تغيرت  حالتها السياسية  ،وعن طريق  الزج بهما في حروب تهزم فيها أو الزج بها في مشكلات دولية  أو بالطريقيتن معاً في آن واحد " .
كان عبد الحميد على علم  بمخططات  الصهيونية  وذكر في مذكراته السياسية  من يستطيع  هرتزل رئيس الصهيونية  أن يقنعني بأفكاره   قد يكون قوله  ستحل المشكلة اليهودية  يوم يقوى فيه  اليهودي على قيادة محراثه  بيده صحيحاً في رأيه أنه يسعى  لتأمين  أرض  أخوانه اليهود لكنه  ينسى  أن الذكاء ليس كافياً لحل جميع المشاكل لن يكتفي الصهاينة  بممارسة  الأعمال الزراعية  في فلسطين  بل يرديون أموراً تمثل  تشكيل حكومة وأنتخاب  ممثلين  ،،، فإني أعادي أمانيهم  وأطماعهم  في فلسطين  " ( 9)،شرع السلطان عبد الحميد توجيه أجهزة الإستخبارات  الداخلية  والخارجية  لمتابعة  اليهود وكتابة  التقارير عنهم  ، واتخذ السلطان  عبد الحميد كل التدابير  في سبيل  عدم بيع الأراضي إلى اليهود في فلسطين  ، وعمل جاهداً على عدم إعطاء أي أمتياز  لليهود من شأنه أن يؤدي إلي تغليب اليهود على أرض فلسطين ولا بد في هذه الحالة  من تكاثف  جهود المنظمات الصهيونية  لإبعاد السلطان  عبد الحميد من الحكم  ويعلق هرتزل " إني أفقد الأمل في تحقيق اماني اليهود في فلسطين  وإن اليهود لن يستطيعوا دخول الأرض الموعودة  مادام  السلطان  عبد الحميد قائماً  في الحكم مستمراً فيه" ، وتحركت  الصهونية  لتدعم  أعداء السلطان عبد الحميد  هم  المتمردون والأرمن  ، والقوميون  في البلقان  ، وحركة  حزب الإتحاد والترقي والوقوف مع كل حرة إنفصالية  عند الدولة العثمانية  ( 10).
كان لليهود ضلع في جمعية الإتحاد والترقي بمجرد ان نجحت  هذه  الجمعية  في الإطاحة بحكم  عبد الحميد  ومن ثم الإستيلاء على السلطة  تقدم الصهاينة  إلى الإتحاديين  برغبتهم  في ان تعترف  الجمعية  بفلسطين  وطناً قومياً لليهود (11)، كان السلطان عبد الحميد  الثاني شديد الحذر من جمعية  الإتحاد والترقي المدعومة باليهود والمحافل  الماسونية  والدول الغربية  إلا أن مراقبة  عبد الحميد لإعضاء هذه الحركة  كان في وقت متأخر  دفعوا الأهالي إلى مظاهرات  وهددوا بالزحف للقسطنطينية  الأمر الذي أدى بالسلطان  للرضوخ على مطالب المتظاهرين  وقام  بإعلان  الدستور  وإحياء البرلمان  24تموز 1908م  ، الصهيونية العالمية  لم  يقتصر الإنقلاب  الدستوري  1908م  بل تعاونت  مع جمعية  الإتحاد والترقي لتحقيق مكاسب  أخرى  في فلسطين  وعليه  كان لابد من التخلص من السلطان عبد الحميد نهائياً ،ولذلك دبرت احداث  في 31إبريل  1909م في إستنابول وترتب  عليها إضطراب  كبير  قتل فيه  بعض  عكسر جمعية  الإتحاد والترقي ، وقد حدت هذه الإضطرابات  بتخطيط أوروبي يهودي مع رجال الإتحاد والترقي وتحرك  على  أثره عسكر الإتحاد والترقي من سلانيك ودخل أستنبول بهذا تم  عزل خليفة المسلمين  عبد الحميد الثاني  من كل سلطاته  المدينة  والدينية  (12).
فكر جمعية الإتحاد والترقي هو الماسونية  هي لاتعترف  بالأديان والفلسفة  الوضعية  العقلانية  وهي تنفي الدين  والعلمانية  تبعد  الدين  عن الحياة  ، (13) ،  تم  خلع  السلطان عبد الحميد من لجنة  في الإجتماع المشترك  للمجلس  المحلي  كان  من  ضمنهم  " إيما نويل قراصو" وهو يهودي إسباني  وهو من اوائل  المشتركين في حركة تركيا  الفتاه  وكان مسؤول عن  إثارة الشعب وتحريضه ضدد السلطان عبد الحميد  الثاي  وتأمين  التخابر بين  سلابنيك صديق هرتزل وإستانبول فيما يتعلق بالإتصالات  الحركية  (14).
الخلاصة :
لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني  الأول في بازل بسويسرا عام 1897م  برئاسة  ثيودر هرتزل رئيس الجمعية الصهيونية  أتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم  يكون مقراً لأبناء عقيدتهم واصر هرتزل على أن تكون فلسطين  هي الوطن القومي لهم  فنشأت فكة الصهيونية  ، وأتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مراراً ليسمح لليهود بالإنتقال  إلى فلسطين  ولكن السلطان كان يرفض ثم قام  هرتزل بتوسيط كثير من أصدقائه  الأجانب  الذين كانت لهم  صلة  بالسلطان ،للحصول على المطالب التي يريدها هرتزل في الحصول على فلسطين  لكن السلطان كان أذكى مما توقعوا فكان رد السلطان في أحد المواقف على هرتزل بهذه الرسالة  "أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين ، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"



المراجع :
1.    علي محمد الصلابي ،الدولة العثمانية  عوامل النهضة وأسباب  السقوط ،دار الفجر للتراث ،الطبعة الأولى ،2004م، صفحة 514.
2.    مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ،صفحة 518،519،520.
3.    مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ، صفحة 521.
4.    مرجع سابق ، علي الصلابي ، صفحة 522.
5.    مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ، صفحة 523.
6.    مرجع سبق ذكره ،علي الصلابي ، صفحة 524.
7.    مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ،525  .
8.    مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ،526 /527.
9.    مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ، 533.
10.     مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ، 535،536.
11.     مرجع سبق ذكره ، علي الصلابي ،537.
12.     المقاتل ، القضية  الفلسطينية ونشأت إسرائيل وحرب عام 1948م.
13.     مجلة مسجد الإلكترونية  ، رسالة  السلطان  عبد الحميد إلى هرتزل بشأن فلسطين ، 9/11/2012م
14.     صبري جريس ،تاريخ الصهيونية ،الجزء الأول ، القدس 1987م .