الثلاثاء، نوفمبر 10، 2015

(فيديو) : استشهد إياد العواودة ولم يُصلّ بالقدس بعد ! رنا شحاتيت

(فيديو) : استشهد إياد العواودة ولم يُصلّ بالقدس بعد !   رنا شحاتيت
رام الله - دنيا الوطن- رنا شحاتيت

ارتقى اياد العواودة شهيداً، وترك خلفه منزلاً صامتاً،ليبقى نقشاً لا تمحوه الأيام من خلفه.

رصاصات الإحتلال قطعت كل معاني الحياة ، لتجبر والدته على إقامة حفلة بكاء صامتة ،ليترك خلفه جدران منزله كقطع عذاب لا تفه إلا جملة واحدة خنقت أنفاس الباقون من بعده "استشهد إياد"، فلم يبال بالدنيا وفضل الإنتقال إلى عالم الشهداء.

دمعتان حارتين طفرتا من عيني والدته، على خدين تورما حزناً لتقول" الحمد لله إياد صائم ومُصلي،هو من اختار هذه الطريق".

تُكمل بعدما أجلت عينيها بالحاضرين"خرج ولم نشعر أنه ينوي على شيء،فما يحدث في مدينة القدس والإعتداءات على المسجد الأقصى هي انتهاكات تستفز مشاعرنا ، وما فعله إياد ردة فعل طبيعية على تلك الإنتهاكات".

في الثالث والعشرين من أكتوبر كانت التعزيزات العسكرية على أشدها في مدينة الخليل ، استعداداً لمسيرة غضب كانت مقررة، لكن ما لم يتوقعه الجنود اقترب إياد منهم وأقدم على طعن جندي أمام عدسات وسائل الإعلام لتطلق النار عليه، وقد تُرك ينزف فترة من الوقت ليرتقي شهيداً .

وكأنه أراد أن يكمل مسيرة الغضب المشتعلة في كافة المحافظات الفلسطينية رفضاً لإعتداءاتها وإنتهاكاتها المتواصلة على الشجر والحجر والبشر .

فأراد أن  يكون لقريته حضوراً في انتفاضة الأقصى لتكسر حالة السكون المتواصلة والتي ما أن تهداً حتى تعود من جديد.

رئيس بلدية الياسرية عاطف العواودة،ممن حضر الجنازة يقول "أصر إياد على القيام بهذه العملية ، الآن يوجد الكثير من المناطق التي تفجرت فيها المواجهات مع الإحتلال وهذا تعبير عن حالة الغضب التي يعيشها الشعب الفلسطيني". 

تسلم والد العواودة جثمان ابنه الشهيد مساء الجمعة ومن ثم تم نقله إلى مشفى  الخليل الحكومي لدفنه في مسقط رأسه في قرية المورق غرب مدينة الخليل بعد ظهر السبت .

في موكب عسكري شيعه المئات،يهتفون للشهادة والشهداء في باحة مدرسة أبو جهاد أدى الفلسطنيون الصلاة على جثمانه، لتنطلق الجموع في مسيرة حاشدة يعلوها العلم الفلسطيني .

كان العواودة أسيراً محرراً من سجون الإحتلال ، تمنى يوماً أن يُصلي في القدس ،ورغم بعد المسافات  إلا أنه أصر على أداء دوره النضالي لأجل ركعة لم يركعها بعد!

التقينا والد الشهيد بوجه يكبد حسرة وصبر "الإحتلال جائم على صدورنا،نحن بحاجة لأن نعيش في دولة مستقلة مثلنا مثل أي شعب أخر في العالم".

شهيد أخر يرتقِ في شمال فلسطين وشهيد أخر يُشيع في الجنوب بتلك المشاهد ارتسمت لوحة العنف الصهيوني على شوارع ترجف كل ساعة وتموت كل يوم فلم يعد الفلسطيني يخشى شيء يواجه بصدره العاري رصاص المحتل ،فلم يعد شباب اليوم يقوى على البقاء هادئاً تحت رحمة بنادق الإحتلال .

وكأن الطعنة تعرف الطريق إلى مقتولها!



مسجد "علي البكاء" ارث حضاري وديني مقاوم ... رنا شحاتيت

مسجد "علي البكاء" ارث حضاري وديني مقاوم ...   رنا شحاتيت


رام الله - دنيا الوطن-رنا شحاتيت


ماقبل800 وحتى اليوم لا تزال مئذنة مسجد علي البكاء ذات الطراز المملوكي شامخة شماء وسط مدينة الخليل ،لتشكل ثلاثية نادرة مع مئذنتي المسجد الإبراهيمي الشرقية والغربية.



مسجد علي البكاء معلمٌ إسلاميٌ وتراثٌ شامخ ،لايزال شاهداَ آخر على عراقة المدينة ، يبعد مئات الأمتار عن المسجد الإبراهيمي من الجهة الشمالية ،يتربع وسط حارة خليلية  سُميت بـ"حارة الشيخ" نسبة إلى الشيخ المجاهد العابد علي البكاء .



يُعتبر من أقدم مساجد فلسطين،وثاني مسجد بعد المسجد الإبراهيمي ومن أكبر مساجد المدينة ، هو مسجد ومئذنة مملوكية ومقام وبيت زكاة ودار لتحفيظ القرآن ومكتبة وعيادة، وقدر ارتبطت لجنة زكاة الخليل باسم علي البكاء. 



يقول أكرم طلال أبو سنينة إمام وخطيب المسجد: " يعود تاريخ هذا المسجد إلى ما قبل668 للهجرة  وهو قديم جداً ،ذكره المؤرخون في كتب التاريخ الإسلامي منهم ابن كثير في البداية والنهاية ومنهم الذهبي في تاريخ الإسلام" .



كانت ولا تزال حاضرة تلك المئذنة بحجارتها حمراء اللون ، توقفنا عندها لبرهة يكمل أبوسنينة " أول ما بدأ به المسجد زاوية صغيرة يتعبد بها أحد الصالحون وهو الشيخ علي البكاء فدائي جاء من القوقاز للجهاد في هذه البلاد ثم رابط وعاش فيها وقد عُرف بصلاحه وتقواه"



يتابع"أنشأت المئذنة في عهد المماليك سنة 700 للهجرة وكانت عبارة عن منارة لرفع الآذان وحراسة الثغور وحماية الخليل من الجهة الشمالية وقد لوحظت فوهات صغيرة على جدران المئذنة حيث كان يقف فيها الرماة للدفاع عن البلد ضدّ أي غزو خارجي ".
في حديث خاص مع الدكتور المؤرخ عدنان أبو تبانة ،يتحدث عن حقيقة هذا المسجد وتاريخه وعراقته يقول :"بُني المسجد عام 670هـ على يد عز الدين أيدمر المسؤول الإداري عن فلسطين وبلاد الشام في زمان الظاهر بيبرس والشيخ علي البكاء كان قائداً عسكرياً مجاهداً في جيش بيبرس ،وقد اشتهر بالتقوى والصلاح ".



ويتابع أبو تبانة حديثه لدنيا الوطن"كان علي من أبطال معركة أرسوف وقد عاش في العصر الإيوبي والمملوكي وعند كبره تفرغ للعبادة وبنى له الأمير عز الزاوية التي دفن فيها بعد عمر قارب المائة عام".



كان المسجد قديماً زاويةً صغيرةً وما أن تم توسيع الشارع الممتد للمسجد الإبراهيمي لتجبرهم الظروف لهدم المسجد ومن ثم اشتُريت البيوت والأراضي الموجودة في المكان من أحد المحسنين الحاج اسحق القواسمي  وبُنى هذا المسجد لما هو عليه الآن منذ 1977م.



بالعودة إلى أبو سنينة يُحدثنا عما جرى من تطورات حول هذا المسجد يقول:"انتهى بناء هذا المسجد 1977م وقد تكفل بناءه أحد المحسنين، ارتفاع هذا المسجد 10 أمتار ، ولا يوجد في فلسطين بأكملها مسجد شبيه له ، هذا وبلغت مساحته 25متراً ،يتكون من طابق واحد لكنه يضم في جنباته دار للقرآن الكريم وعيادات تابعة للجنة الزكاة وغرف للواعظين والواعظات وأماكن لتدريس النساء وللرجال ومصلى للنساءومكتبة ".



في أروقة هذا المسجد الكثير من الخدمات وهو ما ميزه عن باقي المساجد في المدينة ، كذلك يحتوي على مكتبة تقليدية حوت الكثير من الكتب القديمة ، ومكتبة رقمية تحتوي على أكثر من 700 ألف كتاب إسلامي موجودة على صيغة pdf  وهي وقف لطلاب العلم .



يضيف أبو سنينة"تتوافر في المكتبة الإلكترونية  مواد علمية بدعم من المملكة العربية السعودية، وهي متوفرة لطلاب العلم والباحثين ،نقوم بالبحث عن اسم الكتاب الذي يطلبه الباحث وفي حال توافره يتم نسخه على CD وتقديمه بالمجان ".



تحت القبة المزخرفة بكتابات مملوكية وقف وجدي قفيشة أحد الأعضاء المشرفين على المسجد ،يقول "أنا أحد أعضاء لجنة مكونة أنشأت لإدارة هذا المسجد ، نتكون من 6 أعضاء رئيس وخمسة أعضاء نعمل على إحياء هذا المسجد".



ويكمل حديثه لدنيا الوطن"أول ما أسست لجنة زكاة الخليل كان مقرها هذا المسجد ،وقد ارتبط اسمها باسم الشيخ علي البكاء ،على الرغم من نقل اللجنة إلا أن اسمها بقي مرتبطاً باسم الشيخ علي خاصة خارج فلسطين".



أخذ اسمه من صفات اتسم بها ،كان الشيخ المجاهد البكاء يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وإذا قرأه يبكي من الخشوع حتى تبتل لحيته، وعندما توفي  بنى له بعض الناس الأفاضل ضريح يسمى باسمه.



وقد لعب المسجد دوراً حضارياً مميزاً، ففي عهد الصليبين والعهد العثماني كان مقراً للمجاهدين وبمثابة حصن منيع لمدينة الخليل.



وفي فترة الإنتداب البريطاني كان المسجد مقراً للمجاهدين والمقاومين للإحتلال ،كانوا يقومون بتخزين الأسلحة في أروقته في حجر الزاوية  بجوار قبر الشيخ علي لقناعات قديمة أن كرامات هذا الشيخ حتى وهو ميت تحجب عيون البريطانيين عن رؤية الأسلحة .



وفي الإنتفاضة الأولى عام 1987م كان المسجد نقطة انطلاق للشبان المنتفضين نحو المواقع الإستطانية القريبة من المكان حيث استشهد على أبوابه  وأدراجه  ومداخله العديد من الشبان المقاومين.



مضى على هذا المسجد أكثر من ثمانية قرون ، فالمسجد يحتاج  لبعض الإصلاحات والترميمات  أهمها تغيير محرابه وتحويله لمحراب خشب فالصعود للمنبر يحتاج تخطي 15 درجة ، بالإضافة لحاجته لتغيير السجاد الذي مضى عليه أكثر من 12 عام




الخليل : "حرم الرامة" جمع ما بين سوق وبئر ومبعد ... حيثً استراح السيد المسيح رنا شحاتيت

الخليل : "حرم الرامة" جمع ما بين سوق وبئر ومبعد ... حيثً استراح السيد المسيح    رنا شحاتيت


الخليل - خاص دنيا الوطن - من رنا شحاتيت


سوق وبئر ومعبد أسماءٌ مختلفة اجتمعت في معلم أثري واحد ،بقي  شاهداً ينطق كشجرة متجذرة على هذه الأرض .



يبعد ثلاثة كيلو مترات عن مركز مدينة الخليل شمالاً لتشاهد هذه  الحجارة البنية المترامية بالمكان.



سمها ماشئت رامات الخليل،أو ميري،أو بئر حرم الرامة ، مسميات مختلفة لمكان واحد ، فهو جزء من جبل الرأس الذي أقام فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام،والمقابل لتل الرميدة  والذي  يعتبر من أقدم المواقع الأثرية في مدينة الخليل.



التقت "دنيا الوطن" بالدكتور طالب صوايفه أحد المختصين بالمعالم الأثرية، وأخذ يُسهب في قول ما نهل عن هذا المعلم"حجارة بئر الرامة هي نفس حجارة الحرم الإبراهيمي الكبيرة بالطول والإرتفاع".



يكمل حديثه "في الفترة الرومانية والبيزنطية كان هذا المكان عبارة عن مركز تجاري ومنطقة مراقبة عسكرية ،وفي فترة الدولة الرومانية أطلق عليه اسم "تربنتيث".



روايات تناقلتها الأجيال بعضها صحيح والأخر عارٍ عن الصحة فالذي بنى الحرم الإبراهيمي الحير نفس الملك الفلسطيني الذي  بنى الأسوار حول بئر حرم الرامة .



تجولت "دنيا الوطن" برفقة هاشم فروخ مدير مدرسة محاذية لبئر حرم الرامة بعدما أخذت رائحة الماضي تنبعث من الحجارة المترامية هنا وهناك أخذ يتحدث "يعتقد أن هذا المكان الذي أقام فيه سيدنا ابراهيم ،وأقام خيمته هنا ،وبُشر سيدنا إبراهيم عليه السلام باسحق وبشرت سارة أنها حاملاً باسحق هنا في هذا المكان ،وفي الفترة الرومانية أقيم الجدار الموجود حالياً حول الموقع التي تشبه في شكلها وأوصافها حجارة الحرم الإبراهيمي الشريف".



رغم أهمية هذا المعلم الأثري ،إلا أنه  لم يكن مكتشفاً ما قبل خمسون عاماً ، إلا بعد حفريات وتنقيبات جرت فيما بعد .



التقت "دنيا الوطن"  بأحمد الرجوب مدير السياحة والآثار بمدينة الخليل ليحدثنا أكثر عما  تنقالته الروايات ، يقول"هذا الموقع لم يكن مكتشفاً حتى عام 1954م حيث تم الكشف عنه بعد حملة التنقيب الألماني لتظهر بقايا تاريخ هذا المكان".



يتابع كلامه" استئنفت الحفريات من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي بحجة أنها غير قانونية ،وحتى عام 1984م تم الكشف عن كل هذا الموقع الذي نراه اليوم".



بئر حرم الرامة 



تعد الآثار المتبقة في هذا المكان حيث نبع ماء وقنوات استخدمت لتصريف المياه قديماً بالإضافة لأحواض حجرية استخدمت لسقي المواشي والحيوانات وبعض الحفر لحفظ الأطعمة.



يقف هاشم الفروخ على تلك الحجارة المتناثرة،يُحدق أكثر يُسقط ما يعرفه  على تلك الحجارة عله يستحضر مشهداً قديماً دار هنا يقول "تقع بئر حرم الرامة في الجهة الجنوبية الغربية من الحرم وهو نبع ماء شيد فوقه بئر مقطوع أسفله في الصخر، مبني أعلاه من حجارة بشكل دائري يبلغ عمقه 5 أمتار ونصف تقريباً وقطراه حوالي ثلاثة أمتار".



كنيسة بئر حرم الرامة



حيثما توفرت المياه توافرت الحياة، ففي الفترة البيزنطية عندما زارت الملكة هيلانا أم الأمبراطور البيزنطي طلبت من قسطنطين بناء كنيسة في هذا المكان لأرتباطه بحديثين بإقامة سيدنا عيسى وإبراهيم عليهما السلام في هذا المكان.



يُحدثنا أحمد الرجوب " تقول الروايات أنه عندما جاء عيسى عليه السلام إلى مصر استراح في هذا المكان ،وكانت هيلانة تبحث عن أي  مكان حط أو جلس فيه المسيح لكي تقيم كنيسة".



ويكمل حديثه بعدما أخذ يقلب بعضاً من صور المكان "بنيت هذه الكنيسة في القرن الرابع،وهي الكنيسة الرابعة في فلسطين من حيث قدسيتها وقدسية هذا المكان،حيث كنيسة القيامة وكنيسة المهد وكنيسة البشارة وكنيسة بئر حرم الرامة".



تجولنا حيث ساحة الكنيسة وأخذ الرجوب يقول"بقايا الكنيسة موجودة حتى هذه اللحظة،والتي تقع في الجزء الشرقي من الحير الذي تم بناؤه ،وهذه الكنيسة بنيت بشكل بازيلكي وأمامها ساحة تابعة لها".



وقد تعرضت هذه الكنيسة في فترات لاحقة للهدم من قبل الفرس.



سوق بئر حرم الرامة"سوق نمرة"



حتى الفترة الإسلامية كان أحد أهم الأسواق الثلاثة في فلسطين،فـ كل موسم  معين كانت تقام فيه الأسواق المختلفة  ، وشهدت القرون الإسلامية في هذه الفترة ثلاثة أسواق مهمة ،سوق غزة وسوق عكا وسوق نمرة الذي يحوي بئر حرم الرامة.



وكنسخة مصغرة من حجارة وقدسية المسجد الإبراهيمي الشريف تقطن بئر حرم الرامة،وسوق نمرة ،وكنيسة بئر حرم الرامة لـتبقى معالم أثرية كشواهد تنطق عن هوية وتاريخ وعراقة متجذرة في مدينة الخليل.



وبالرغم من الأهمية التاريخية لهذا المكان إلا أنه مهمش وغير معروف لدى الكثير من سكان مدينة الخليل بسبب تقصير وزارة السياحة والأثار في إعادة ترميمه بشكل يمكن المواطنين من سهولة زيارته.




بيت لحم: "جهاد ورانية" قصة حُب جمعتها زنازين السجان .. دنيا الوطن رنا شحاتيت

بيت لحم: "جهاد ورانية" قصة حُب جمعتها زنازين السجان ..  دنيا الوطن رنا شحاتيت

بيت لحم - دنيا الوطن- رنا شحاتيت


"لا تنتظريني، أكملي حياتك وكوني بخير" بتلك الكلمات المؤلمة بدأ الأسير المحرر جهاد شحاتيت حديثه ..



بتلك العبارات التي مضى عليها أكثر من ثلاثة عشر عاما يستذكر جهاد مشوار حياته فيقول بنبرة صوت كساها الفرح: " رانية هي أول مشوار حياتي منذ تاريخ 20_4_2000 حيث خطبتنا الأولى ، قضيت بعدها عاما كاملا من عمري مطاردا"، لافتا إلى أن بيت أهل رانية كان حاضناً له لتكون جدران المنزل أيضاً شاهدة على جرائم الاحتلال.



وأضاف خلال حديثه لـ "دنيا الوطن" بعدما أخذ يستحضر ما تبقى في ذاكرته : " على الرغم من أنني  كنت أبيت في بيتهم عندما كنت مطارد إلا أنني لم أكن أراها إلا مرة واحدة كل شهر"، مشيرا الى أنه كان دائما يردد في داخله "واثقاً أنها ستكون لي "



يُكمل جهاد حديثه لمراسلة دنيا الوطن بعدما أخذ يطرق كل أبواب ذاكرته رويداً رويداً ويقول"في ليلة 26/6/2002 كنا 14مطلوباً في مبنى المقاطعة في مدينة الخليل ،كانت الساعة تقترب من الفجر" أخذ نفساً عميقاً وتابع حديثه" كنا على علم من الإحتلال أن المقاطعة مربع آمن،حيث أن مبنى المقاطعة ثلاثة أو أربعة طوابق وكانت الشبابيك محمية بالحديد".



يستذكر جهاد هنا تاريخ وحدث مهم سجلته عدسات الكاميرات على مرآى من الجميع ،فيقول:  "حين اجتاحت قوات الاحتلال مدينة الخليل وكانت المقاطعة هدفاً لهم  حيث جهاد،وهناك قوة إسرائيلية  تقدر بـ ثلاثمئة  دبابة ومدرعة وعشرات من الجبات ،تساندها خمس طائرات مروحية،تمكنت حينها من تدمير مبنى المقاطعة بالكامل واستشهد ثمانية مواطنين وأصيب عشرون آخرون واعتقل ما يزيد عن ثمانين معتقل كنت أنا من بينهم" 



 وتابع حديثه : " وفي 2_7_2002  صدر قرار الحكم علمت حينها أني سأقضي 13 عاماً من عمري خلف القضبان،علمت أن حياتي ستتحول لصبر وحرمان وعذاب"، 



وأوضح أنه بتاريخ 25/2/2006 كان الأقسى بالنسبة له حيث طلب جهاد من رانية ألا تعود وطلب الانفصال عنها، وأن ترى مستقبلها كانت حينها رانية قد أكملت 20 ربيعاً،  تقول رانية " لم أفكر ولو للحظة أن أرتبط بأحدهم  إلا عندما أعلم  ردة فعل جهاد حينما يخرج من  السجن".



تُكمل رانية: " أي أسير قد يكون في مكان جهاد سيكون له نفس التصرف ،هذا يدل على أنه حريص على الطرف الآخر وهو أنا، وأنا كنت أثق  من هو جهاد".



بات جسده يعيش داخل السجن وقلبه مع كل زاوية خارجه،يضيف جهاد"عرضت عليها الإنفصال ليس بإرادتي بل لأنه أي إنسان يطيل غيابه عن خطيبته أو زوجته أكثر من سنة يحق لها أن تكون مخيرة" يُكمل بعد التفاته منه لرانية" رفضت التواصل معها بأي طريقة وأنا في السجن،لأني كنت على وعدي حتى يشاء لنا القدر أن يجمعنا بعد هذا  الزمن".



جهاد يُسهب في وصف حادثة مضى عليها أكثر من 13 عاماً ، فيروي عن حياته في السجن قائلاً "الذي كان يمنحنا الصبر في السجن إنني أثق سوف أكون حراً في أي لحظة ،وكأن الله يُلقي الصبر في قلب الأسير، حيث يشعر الأسير بظُلمة السجن خاصة في العيد وعندما تحدث مناسبة لأقاربك بالخارج من زواج أو ارتباط أو حياة جديدة ، وكم هو مؤلم للأعزب"؟



بالرغم من العذاب والحرمان الذي عاشه جهاد داخل السجون إلا أنه لم ينسى أن هنالك لحظة للخروج من عتمة السجان.



1/7/2015كان التاريخ الأجمل لدى جهاد حيث استنشق بصباحه نسيم الحرية بعد كبت ظلام السجن ، تنفس من جديد عله يُبدل الهواء الداكن على صدره ،لنكتب عن كلاهما قصة وفاء استمرت أكثر من 13 عاماً.



يقول جهاد مُعلقاً"عندما أنهيت مدة حكمي كنت فرحاً لأني سأقضي ماتبقى من عمري  تحت ظلال سماء وطني،وفرحاً لأني سأكون بين أحبابي وأقاربي،وسأعود لما كنت أفكر به منذ 13 عاماً وكأنه اليوم".



وجد جهاد نفسه بين أحبته وأهله ورانية وكأنه لم يمض أي وقت على فراقهم، وعاد ليكون جهاد الذي ترك رانية قبل 13عاماً ،حقاً إنها الحرية.



و كان جهاد أحد مرافقي الراحل ياسر عرفات ،ومن  مؤسسي كتائب الأقصى في الجنوب 




ثورة بملامح جديدة - شبكة قدس الاخبارية - رنا شحاتيت

خاص لشبكة قدس الإخبارية - رنا شحاتيت


ثورة بملامح جديدة

يغطون وجوههم بملابسهم، أو بكوفية سوداء، ليست لأنها شاخت بل بحثاً عن مشاهد جديدة علها تغيرت منذ التسعينات.
هم شبان بالعشرينات من العمر صنفتهم حكومة الاحتلال بأنهم “إرهابيون” أو “مخربون”، لكن في الحقيقة هم خرجوا لإنهاء آخر احتلال في التاريخ المعاصر.
سكين، وحجارة، وكوفية، وإطارات مشتعلة.. هذا سلاحهم، مقابل ترسانة عسكرية لم تلتزم يوماً بأي وثيقة لحقوق الإنسان في العالم.
أتسموا جميعهم بأنهم ولدوا في ظل اتفاقية أوسلو و”مسيرة التسوية” وما رافقها من إحباط سياسي، أخذوا يعبرون عنه برفضهم للواقع بإعادة القضية لمربع الكفاح الأول.
نتساءل عن الأسباب التي دفعتهم للانتفاض دون توجيه فصائلي؟
إذا قدر مجتمع  حاجته للثورة فهل يتوجب عليه انتظار وقوع كارثة مروعة كي تنقدح شرارة الغضب؟! وهل من العدل أن يُطلب من الجماهير الفلسطينية بالضفة والقدس أن تصنع معادلة دفعة واحدة خاصة ضمن ظروفها المعقدة الراهنة؟!
أشارت دراسة أعدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يؤكد أن الشباب الفلسطيني الذي أطلق انتفاضة القدس بات اللاعب الأكبر في تحديد مسار الأحداث، وتحولها من مواجهات إلى انتفاضة شعبية تعم أرجاء فلسطين.
يروي أهالي منفذي العمليات أنه لم  يكن يبدو عليهم أي نية مسبقة للتنفيذ، وقد جاء معظمهم من انتماءات سياسية  واضحة ومنهم من قضى فترات في سجون الاحتلال، ومن بينهم مستقلون لا ينتمون لأي فصيل.
وفي تحقيقات كشفت عنها حكومة الاحتلال خلال تحقيقها مع معتقلين نجوا من الإعدام بعد تنفيذهم عمليات أو محاولة تنفيذهم، تبين أن عددا من هؤلاء قرروا بشكل مفاجيء تنفيذ العملية، وأن الوقت بين اتخاذ القرار والتنفيذ لم يزد عن ساعة.
ويقول ما يسمى بالقائد العسكري لمنطقة الخليل يسرائيل تال، إن أفراد الشرطة والجنود في حالة استنفار على مدار الساعة منذ مايزيد على الشهر، مضيفا، “كل ما يشغل بالنا محاولة  معرفة أين وكيف ستأتينا العملية  القادمة، فليس هناك قواسم تمنحنا القدرة على تحديد المنفذ القادم بالضبط”.
رغبتهم بالتمرد والتغيير لإيجاد  منهج بديل عن التفاوض المستمر منذ 22 عاما، وهذا يعد حالة متقدمة من الوعي، فلم يعد يقبل هؤلاء بثقافة الهزيمة والانكفاء والهم الفردي، كل المحاولات فشلت في إخراجهم من دائرة الهم الوطني المشترك.
فالحركة الشبابية الأخيرة تعيش حالة وعي سبقت وعي كل القيادات والحركات السياسية الفلسطينية التي عجزت عن رسم  استراتيجة سياسية وبناء ركائز لحماية الانتفاضة، ولهذا فإن الشاب الفلسطيني أخذ يرسم ملامح  جديدة للثورة الفلسطينية على الواقع الصعب، مسقطا مقولة الاحتلال بأنها “انتفاضة فيسبوك”.

http://www.qudsn.ps/article/77829

الخميس، فبراير 12، 2015

لن نموت بصمت ...بقلم رنا شحاتيت


لن نموت بصمت ...
دماءٌ نازفة، بيوت مهدمة، ممارسات صهيونية خطيرة، تدنيس للمقدسات، تلميحات خجولة، صمت فلسطيني رسمي مطبق.
التاريخ مزدحم، والوقت سريع، هو مشهد من القدس، لدرجة يبدو فيها فقدان الحياة تماماً كالشهوة أو كالرغبة في التقاط الأكسجين ،
وكأن كل ما هو حي يقول : أريد أن أصرخ من قحف رأسي.
هذه الأرض التي تُتعب ولا تَتعب ، إنها لا تقبل بالقاتل ..! هناك ما يكفي من الفلسطينين -عن القدس- أتحدث لتمس باليهود، لتخُرج المشهد الفلسطيني من جموده، لتُعلن التمرد في وجه السيف المسلط على رقاب المقدسيين.

فلسطين بلا القدس هي معادلة مبتورة غير مقروءة، بل من المخزي أن نكون مُحتلين في نهاية قرن التكنولوجيا وحقوق الإنسان، يقول جابوتنسكي "إن أي شعب فطري سوف يُقاوم المستوطنين الغرباء طالما لاحت له أي بارقة أمل في التخلص من خطر الإستيطان الأجنبي "

فالقدس سئمت من استجداء وعودنا الكاذبة، هل نظن أن هناك حل سحري كأن يضرب زلزالاً تل أبيب ويختفي الكيان بإرادة سماوية دون أن نتكفل بالثمن ؟ ألم يحن الوقت لنا أن نضع الخلافات جانباً وأن نُغلب مصلحة الشعب على مصالحنا السلطوية ..؟ أليس من المضحك المبكي أن يتحدث الظالم والمظلوم في نفس الوقت ومن نفس المكان ؟

فالقدس فيها ما يكفي من الفلسطنيين لينهضوا ونحن نيام، ويصرخو ونحن بُكم ، ويتحدثو ونحن في انكسار .. ياسادة ... ياقادة .... ارتقو
فالقدس تستنصر لنا ، تقدموا نحوها