الثلاثاء، نوفمبر 10، 2015

(فيديو) : استشهد إياد العواودة ولم يُصلّ بالقدس بعد ! رنا شحاتيت

(فيديو) : استشهد إياد العواودة ولم يُصلّ بالقدس بعد !   رنا شحاتيت
رام الله - دنيا الوطن- رنا شحاتيت

ارتقى اياد العواودة شهيداً، وترك خلفه منزلاً صامتاً،ليبقى نقشاً لا تمحوه الأيام من خلفه.

رصاصات الإحتلال قطعت كل معاني الحياة ، لتجبر والدته على إقامة حفلة بكاء صامتة ،ليترك خلفه جدران منزله كقطع عذاب لا تفه إلا جملة واحدة خنقت أنفاس الباقون من بعده "استشهد إياد"، فلم يبال بالدنيا وفضل الإنتقال إلى عالم الشهداء.

دمعتان حارتين طفرتا من عيني والدته، على خدين تورما حزناً لتقول" الحمد لله إياد صائم ومُصلي،هو من اختار هذه الطريق".

تُكمل بعدما أجلت عينيها بالحاضرين"خرج ولم نشعر أنه ينوي على شيء،فما يحدث في مدينة القدس والإعتداءات على المسجد الأقصى هي انتهاكات تستفز مشاعرنا ، وما فعله إياد ردة فعل طبيعية على تلك الإنتهاكات".

في الثالث والعشرين من أكتوبر كانت التعزيزات العسكرية على أشدها في مدينة الخليل ، استعداداً لمسيرة غضب كانت مقررة، لكن ما لم يتوقعه الجنود اقترب إياد منهم وأقدم على طعن جندي أمام عدسات وسائل الإعلام لتطلق النار عليه، وقد تُرك ينزف فترة من الوقت ليرتقي شهيداً .

وكأنه أراد أن يكمل مسيرة الغضب المشتعلة في كافة المحافظات الفلسطينية رفضاً لإعتداءاتها وإنتهاكاتها المتواصلة على الشجر والحجر والبشر .

فأراد أن  يكون لقريته حضوراً في انتفاضة الأقصى لتكسر حالة السكون المتواصلة والتي ما أن تهداً حتى تعود من جديد.

رئيس بلدية الياسرية عاطف العواودة،ممن حضر الجنازة يقول "أصر إياد على القيام بهذه العملية ، الآن يوجد الكثير من المناطق التي تفجرت فيها المواجهات مع الإحتلال وهذا تعبير عن حالة الغضب التي يعيشها الشعب الفلسطيني". 

تسلم والد العواودة جثمان ابنه الشهيد مساء الجمعة ومن ثم تم نقله إلى مشفى  الخليل الحكومي لدفنه في مسقط رأسه في قرية المورق غرب مدينة الخليل بعد ظهر السبت .

في موكب عسكري شيعه المئات،يهتفون للشهادة والشهداء في باحة مدرسة أبو جهاد أدى الفلسطنيون الصلاة على جثمانه، لتنطلق الجموع في مسيرة حاشدة يعلوها العلم الفلسطيني .

كان العواودة أسيراً محرراً من سجون الإحتلال ، تمنى يوماً أن يُصلي في القدس ،ورغم بعد المسافات  إلا أنه أصر على أداء دوره النضالي لأجل ركعة لم يركعها بعد!

التقينا والد الشهيد بوجه يكبد حسرة وصبر "الإحتلال جائم على صدورنا،نحن بحاجة لأن نعيش في دولة مستقلة مثلنا مثل أي شعب أخر في العالم".

شهيد أخر يرتقِ في شمال فلسطين وشهيد أخر يُشيع في الجنوب بتلك المشاهد ارتسمت لوحة العنف الصهيوني على شوارع ترجف كل ساعة وتموت كل يوم فلم يعد الفلسطيني يخشى شيء يواجه بصدره العاري رصاص المحتل ،فلم يعد شباب اليوم يقوى على البقاء هادئاً تحت رحمة بنادق الإحتلال .

وكأن الطعنة تعرف الطريق إلى مقتولها!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق