الثلاثاء، نوفمبر 10، 2015

الخليل : "حرم الرامة" جمع ما بين سوق وبئر ومبعد ... حيثً استراح السيد المسيح رنا شحاتيت

الخليل : "حرم الرامة" جمع ما بين سوق وبئر ومبعد ... حيثً استراح السيد المسيح    رنا شحاتيت


الخليل - خاص دنيا الوطن - من رنا شحاتيت


سوق وبئر ومعبد أسماءٌ مختلفة اجتمعت في معلم أثري واحد ،بقي  شاهداً ينطق كشجرة متجذرة على هذه الأرض .



يبعد ثلاثة كيلو مترات عن مركز مدينة الخليل شمالاً لتشاهد هذه  الحجارة البنية المترامية بالمكان.



سمها ماشئت رامات الخليل،أو ميري،أو بئر حرم الرامة ، مسميات مختلفة لمكان واحد ، فهو جزء من جبل الرأس الذي أقام فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام،والمقابل لتل الرميدة  والذي  يعتبر من أقدم المواقع الأثرية في مدينة الخليل.



التقت "دنيا الوطن" بالدكتور طالب صوايفه أحد المختصين بالمعالم الأثرية، وأخذ يُسهب في قول ما نهل عن هذا المعلم"حجارة بئر الرامة هي نفس حجارة الحرم الإبراهيمي الكبيرة بالطول والإرتفاع".



يكمل حديثه "في الفترة الرومانية والبيزنطية كان هذا المكان عبارة عن مركز تجاري ومنطقة مراقبة عسكرية ،وفي فترة الدولة الرومانية أطلق عليه اسم "تربنتيث".



روايات تناقلتها الأجيال بعضها صحيح والأخر عارٍ عن الصحة فالذي بنى الحرم الإبراهيمي الحير نفس الملك الفلسطيني الذي  بنى الأسوار حول بئر حرم الرامة .



تجولت "دنيا الوطن" برفقة هاشم فروخ مدير مدرسة محاذية لبئر حرم الرامة بعدما أخذت رائحة الماضي تنبعث من الحجارة المترامية هنا وهناك أخذ يتحدث "يعتقد أن هذا المكان الذي أقام فيه سيدنا ابراهيم ،وأقام خيمته هنا ،وبُشر سيدنا إبراهيم عليه السلام باسحق وبشرت سارة أنها حاملاً باسحق هنا في هذا المكان ،وفي الفترة الرومانية أقيم الجدار الموجود حالياً حول الموقع التي تشبه في شكلها وأوصافها حجارة الحرم الإبراهيمي الشريف".



رغم أهمية هذا المعلم الأثري ،إلا أنه  لم يكن مكتشفاً ما قبل خمسون عاماً ، إلا بعد حفريات وتنقيبات جرت فيما بعد .



التقت "دنيا الوطن"  بأحمد الرجوب مدير السياحة والآثار بمدينة الخليل ليحدثنا أكثر عما  تنقالته الروايات ، يقول"هذا الموقع لم يكن مكتشفاً حتى عام 1954م حيث تم الكشف عنه بعد حملة التنقيب الألماني لتظهر بقايا تاريخ هذا المكان".



يتابع كلامه" استئنفت الحفريات من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي بحجة أنها غير قانونية ،وحتى عام 1984م تم الكشف عن كل هذا الموقع الذي نراه اليوم".



بئر حرم الرامة 



تعد الآثار المتبقة في هذا المكان حيث نبع ماء وقنوات استخدمت لتصريف المياه قديماً بالإضافة لأحواض حجرية استخدمت لسقي المواشي والحيوانات وبعض الحفر لحفظ الأطعمة.



يقف هاشم الفروخ على تلك الحجارة المتناثرة،يُحدق أكثر يُسقط ما يعرفه  على تلك الحجارة عله يستحضر مشهداً قديماً دار هنا يقول "تقع بئر حرم الرامة في الجهة الجنوبية الغربية من الحرم وهو نبع ماء شيد فوقه بئر مقطوع أسفله في الصخر، مبني أعلاه من حجارة بشكل دائري يبلغ عمقه 5 أمتار ونصف تقريباً وقطراه حوالي ثلاثة أمتار".



كنيسة بئر حرم الرامة



حيثما توفرت المياه توافرت الحياة، ففي الفترة البيزنطية عندما زارت الملكة هيلانا أم الأمبراطور البيزنطي طلبت من قسطنطين بناء كنيسة في هذا المكان لأرتباطه بحديثين بإقامة سيدنا عيسى وإبراهيم عليهما السلام في هذا المكان.



يُحدثنا أحمد الرجوب " تقول الروايات أنه عندما جاء عيسى عليه السلام إلى مصر استراح في هذا المكان ،وكانت هيلانة تبحث عن أي  مكان حط أو جلس فيه المسيح لكي تقيم كنيسة".



ويكمل حديثه بعدما أخذ يقلب بعضاً من صور المكان "بنيت هذه الكنيسة في القرن الرابع،وهي الكنيسة الرابعة في فلسطين من حيث قدسيتها وقدسية هذا المكان،حيث كنيسة القيامة وكنيسة المهد وكنيسة البشارة وكنيسة بئر حرم الرامة".



تجولنا حيث ساحة الكنيسة وأخذ الرجوب يقول"بقايا الكنيسة موجودة حتى هذه اللحظة،والتي تقع في الجزء الشرقي من الحير الذي تم بناؤه ،وهذه الكنيسة بنيت بشكل بازيلكي وأمامها ساحة تابعة لها".



وقد تعرضت هذه الكنيسة في فترات لاحقة للهدم من قبل الفرس.



سوق بئر حرم الرامة"سوق نمرة"



حتى الفترة الإسلامية كان أحد أهم الأسواق الثلاثة في فلسطين،فـ كل موسم  معين كانت تقام فيه الأسواق المختلفة  ، وشهدت القرون الإسلامية في هذه الفترة ثلاثة أسواق مهمة ،سوق غزة وسوق عكا وسوق نمرة الذي يحوي بئر حرم الرامة.



وكنسخة مصغرة من حجارة وقدسية المسجد الإبراهيمي الشريف تقطن بئر حرم الرامة،وسوق نمرة ،وكنيسة بئر حرم الرامة لـتبقى معالم أثرية كشواهد تنطق عن هوية وتاريخ وعراقة متجذرة في مدينة الخليل.



وبالرغم من الأهمية التاريخية لهذا المكان إلا أنه مهمش وغير معروف لدى الكثير من سكان مدينة الخليل بسبب تقصير وزارة السياحة والأثار في إعادة ترميمه بشكل يمكن المواطنين من سهولة زيارته.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق